الأربعاء، 27 أغسطس 2008

و رضوانٌ من الله أكبر

بسم الله الرحمن الرحيم



الإنسان ذلك المجهول ، هو عنوان كتاب للمؤلف الفرنسي الشهير أليكسس كاريل ، يشتمل الكتاب على التجارب المتعددة للمؤلف عن الإنسان و الحياة من وجهة نظر علمية ، و فيه يتحدث المؤلف عن معرفة الإنسان .. ذاك الكائن الغريب الذي ميّزه الله عز و جل بنعمة العقل و فضلّه على بقية مخلوقاته.

نعم ، الإنسان هو الكائن الذي وهبه الله من نعمه ما لا تعد و لا تحصى ، و سخّر له مخلوقاته كما يقول الله تعالى في سورة يس ( اولم يروا انا خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاما فهم لها مالكون) ..

كل هذه النعم وهبها الله للإنسان لما يحمله من معرفة ، و شرفّه على غيره لما يمتاز به من إدراك و عقل و حملّه رسالته التي عجزت بقية المخلوقات عن حملها.

و مع هذه النعم العظيمة .. أمر الله عزوجل هذا الإنسان بعبادته و طاعته ، و طاعة رسله و شرائعه . و عند هذا يكون الفوز العظيم الذي عبّر عنه الله عزوجل في سورة التوبة (وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ومساكن طيبه في جنات عدن ورضوان من الله اكبر ذلك هو الفوز العظيم ) ..

فما هي أعظم النعم التي ينشدها الإنسان بطاعته لربه ، و ما هو الفوز الأعظم الذي يطمح الإنسان بالحصول عليه في نهاية الطريق ..؟

إنه رضوان الله عزوجل .. فذلك الفوز العظيم!

إن رضوان الله يأتي من مبايعة الإنسان التامة لأوامر الله ونواهيه ، فتكون حياته كلها في ظل الله عزوجل و يكون مثالاً يحتذى به في مجتمعه .

فإذا ربط الإنسان نفسه بعقد و علاقة مع الله عزوجل ، فسيعلم أن كل خطوة تخطوها قدمه يجب أن تكون في سبيل الله ، و كل عمل يقوم به يجب أن يكون خالصاً لوجه الله تعالى .. يطلب به رضا الله و رضوانه.

و هذه الحالة بحاجة الى توفيق من الله عزوجل ، ليؤدي رسالته في هذه الدنيا كما أمره الله ، فيكون رمزاً في الأخلاق و التربية و العبادة و المعاملات بجميع أبعادها و يكون قدوة صالحة للأجيال القادمة .

المجتمع الرسالي بحاجة إلى أفراد بهذه الصفات ، مخلصين لله عزوجل في جميع مشاريعهم و أفعالهم ، لا يطلبون غير رضا الله عزوجل و يراقبون الله عزوجل في جميع أعمالهم و سكناتهم..

هكذا كان أصحاب الحسين (ع) ، تقلدوا وسام الشهادة و فازوا برضوان الله الأكبر و مرافقة سيد الشهداء بعد أن أخلصوا أعمالهم لله عزوجل و لم يطلبوا غير رضاه و رضا أولياءه !

و الله الموفق ..

الأحد، 17 أغسطس 2008

و أشرقت الأرض بنور ربها

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : " و اشرقت الأرض بنور ربها .." الزمر 96
ما هي يوتوبيا Utopia .. و ما هو وجه الصلة بين هذه الكلمة الغريبة و الآية المباركة التي إبتدأنا بها الحديث
أولاً .. Utopia هو ، كما يظهر في موسوعة ويكيبيديا : " هو مفهوم فلسفي يعني على المكان الذي يبدو كل شيء فيه مثاليًا وفيه جميع شرور المجتمع كالفقر والظلم والمرض غير موجودة"
و هي المدينة الفاضلة ، أو المجتمع الفاضل الذي تنبأ به كبار العلماء و الفلاسفة منذ غابر الزمان .. The Ideal Society
فهي المدينة التي لا ظلم فيها و لا جور ، فالناس فيها سعداء بلا خوف أو حزن ..

و يتعدى ذلك المفهوم بني البشر ، فيصل إلى جميع المخلوقات ، فالحمل يعيش مطمئنا بقرب الذئاب ، و حتى السباع و بقية الحيوانات المفترسة تعيش جنباً على جنب مع بقية المخلوقات بلا خوف أو فزع ..

الآن .. و قد عرفنا ما هي Utopia و ما تعني .. نصل إلى الطرف الآخر من الموضوع .. الآية المباركة

"و أشرقت الأرض بنور ربها"

ما هي الصلة بين مفهوم المجتمع الفاضل و المدينة الفاضلة و الآية السابقة ..

عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) قال: ( إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها ، واستغنى العباد عن ضوء الشمس ...) (البحار:52/330) .
فالأرض و من عليها .. بإنتظار المخلص المنتظر .. الذي يملئها نوراً و ضياءً ..


و عن سعيد الخدري قال : قال رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) : "أبشّركم بالمهدي يُبعث في أمّتي على اختلاف من الناس، وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صحاحاً". أي بالسوية - مسند أحمد 3: 52.

نعم .. فالعالم في زمن الإمام المنتظر (عج) .. يملأه العدل و القسط .. و لا مكان للظلم و الجور كما ذكرت الرويات عن بيت العصمة .. و هو المثال الأسمى و الأدق لمفهوم Utopia الذي تنبأ به العلماء و الفلاسفة منذ غابر الزمان ..

كيف لا ..؟؟
و المهدي (عج) ..هو عدالة الأكوان ..و هو وعد الأنبياء و المرسلين .. و هو المنقذ و المصلح العالمي الذي تنتظره جميع الشرائع و الديانات بإختلاف تفاصيلها ..

فالنصارى بإنتظار نزول المسيح عيسى (ع)
و المجوس بإنتظار زرادشت نبيهم
و حتى الهندوس لديهم من ينتظرون ظهوره .. و غيرهم!
فأغلب العقائد و الديانات تؤمن بمبدأ المخلص و المنقذ ..

فظهوره (بأبي و أمي) .. هو يوم الخلاص ..
.،.
متى ترانا و نراك ، و قد نشرت لواء النصر ، ترى أترانا نحف بك و أنت تؤم الملا ، و قد ملأت الارض عدلا ، و أذقت أعداءك هواناً و عقابا ، و أبرت العتاة و جحدة الحق ، و قطعت دابر المتكبرين ، و أجتثثت أصول الظالمين ،
و نحن نقول .. الحمدلله رب العالمين
.،.
أسعد الله أيامكم بذكرى ميلاد ولي الله الأعظم الحجة بن الحسن المهدي (عج)
و رزقنا الله و إياكم رأفته و رحمته و رضاه
و جعلنا الله و إياكم من أنصاره و أعوانه و المستشهدين بين يديه
..

على بركة الله
و في النصف من شعبان من العام 1429 هجرياً
نفتتح مدونة Utopia
،

و الله الموفق دائماً
الصورة المستخدمة في بداية الموضوع لـkira1987