الاثنين، 28 ديسمبر 2009

و مَهر الحياة .. خِضاب الدماء

بسم الله الرحمن الرحيم


لا تقل كم عاش ، و لكن كيف عاش (1) من وهب للضمير الإنساني حق الحرية و لجسد الأمة الإسلامية روح البقاء ، و لرسالات السماء سمة الخلود و الأبدية . هو الحسين (ع) الذي وهب الحياة من جديد للإنسان الغارق في بحار الجاهلية و الضلالة.
فها هو الإمام الصادق (ع) عندما يزور جده الحسين (ع) يخاطبه و يقول
(وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة) .

قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يحييكم)
الأنفال 24
إحياء الذات الإنسانية كان من أهم الأهداف الذي سعى اليها رسول الله (ص) في رسالته المقدسة و من بعده كان دور الإمام الحسين (ع) في إعادة هذه الروح و بث الحياة من جديد في الأجساد الخالية من الروحية الرسالية . فهو القائل (إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي).

أما عملية الإحياء تلك ، فقد تجسدت في أروع ملحمة عرفها التاريخ ، ملحمة احتوت دماء الأطفال قبل الشيوخ ، و دماء العبيد قبل الأحرار. هذه الحياة كانت تتجسد في قول أحدهم (والله لوددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل هكذا ألف مرة، ويدفع الله بذلك الفتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك) (2) أما الطرف الآخر من هذه المواجهة فقد إختار قتال ريحانة رسول الله (ص) بأرخص الأثمان حتى ان الرجال كانت تخرج لمقاتلة الحسين لقاء حفنة من الشعير او حتى عشرة حبات من التمر. ففي معسكر الحسين تجلت الروح الإلهية التي نفخها الله في الإنسان عند أصحاب الحسين (3)، أما في معسكر بن سعد ، فلم يكونوا غير أوعية لطين لازب و حمإ مسنون (4) .

هنا تجلت حياة الأحرار حتى سقت أرض كربلاء بالدماء المقدسة لأبي عبدالله الحسين (ع) و أصبح الشهيد المصداق الأعظم لقوله تعالى ( و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) آل عمران 169 .

نعم ، فالحياة عند الشهيد لا تعني السنوات التي يقضيها ماشياً على أرض الوسيعة ، او تلك الأيام التي يقضيها بين الناس ، بل هي تلك اللحظات التي يقضيها بين ظلال السيوف و هي تلك اللحظات التي يقف فيها في ساحة الحرب و جروحه تشحب دماً طالباً رضا الله عزوجل و هو يناجي ربه .. (اللهي إن كان هذا يرضيك .. فخذ حتى ترضى) و (رضاً برضاك لا معبود سواك)


كما قال عميد المنبر الحسيني الشيخ الوائلي :
(أرجفوا أنك القتيل المدمى ** أومن ينشئ الحياة قتيل)

و الله الموفق
الصورة لمراسم عاشوراء في أسطنبول (تركيا)
.،.

(1) من أقوال الخطيب الحسيني الشيخ جعفر الإبراهيمي (حفظه الله)
(2) من خطاب زهير بن القين للحسين (ع) في ليلة العاشر
(3) إستناداً لقوله تعالى : (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ) الحجر 29
(4) استناداً لقوله تعالى ( فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ ) الصافات 11 و (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ) الحجر 26

السبت، 26 ديسمبر 2009

عاشوراء ..

بسم الله الرحمن الرحيم
يوم على صدر المصطفى
و يوم على وجه الثرى

آجرك الله يا أبا الزهراء بسبطك الحسين (ع)

و عظم الله لنا و لكم الأجر في مصابنا بأبي عبدالله الحسين
و جعلنا الله و إياكم من الطالبين بثأره مع ولي الله الأعظم (عج)

و الله الموفق
.،.

الاثنين، 21 ديسمبر 2009

تعزية

بسم الله الرحمن الرحيم


إذا مات العالم ثُلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء
نعزي صاحب الزمان (عج) و الأمة الإسلامية برحيل

المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ حسين علي المنتظري (قدس سره)

سائلين المولى عز و جل أن يتغمد روحه برضوانه و يحشره في ركب الحسين (ع)

و الله الموفق
.،.

الأحد، 23 أغسطس 2009

هنيئاً لكم ..!!

بسم الله الرحمن الرحيم

هنيئاً لكم قدوم شهر الله

" هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله ، و جعلتم فيه من أهل كرامة الله"
من خطبة رسول الله (ص) في استقبال شهر رمضان

موفقين لصيامه و قيامه و التشرف ببركة و عناية رب الأرباب

و الله الموفق
.،.

الفاتحة على روح المرحوم الشاب عبدالعزيز أشكناني

الأحد، 2 أغسطس 2009

لمن نشكو مآسينا ..؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم لك الحمد حمد الشاكرين لك
و الحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه

لمن نشكوا مآسينا ؟
ومن يُصغي لشكوانا ويُجدينا ؟
وهل موتٌ سيحيينا ؟!
قطيعٌ نحنُ .. والجزار راعينا
ومنفيون ...... نمشي في أراضينا
ونحملُ نعشنا قسرًا ... بأيدينا
ونُعربُ عن تعازينا ...... لنا .. فينا !!!

شاعر الحرية
أحمد مطر

.،.

2-8-1990

19 عام مضت على الذكرى السوداء لإحتلال دولتنا الحبيبة الكويت

19 عام مضت على غزو القوّات (الصدّامية) الغاشمة لأراضي الكويت الحبيبة
19 عام مضت على ذلك الدرس القاسي الذي أيقظنا من سبات عميق

سبات مليء بأحلام القومية العربية الوردية

اللهم لك الحمد
و نسأله الرحمة لجميع شهداء الشعب الكويت الأبي
و أن يفك قيد أسرانا و أن يرحم الشهداء منهم

و أن يلهم أهالي الشهداء الصبر و العافية

و نسأل الله الإستقرار و الأمن و الأمان لجارتنا العراق
و أن يزيل جميع الأحقاد من قلوبنا و قلوبهم

و يحيا الضمير العربي .. العفن .!!

و الله الموفق

الأحد، 28 يونيو 2009

مسير السالكين - العارف بهجت

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى { أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب } الرعد -41

فإذا عرفنا المحرك، واطلعنا على حسن تدبيره وحكمته من انتظام المتحركات، كان كل
توجهنا وهمنا إرادته التكوينية والتشريعية.. فهنيئاً للعارف لأهل المعرفة، وإن كان
أكثر الشهداء بذلاً وتضحية.. وتعساً للجاهل لغير العارف، حتى لو كان فرعون
زمانه.

عاقبة هذه الحركات يقول الجاهل: (ليت أمي لم تلدني) ويقول العالم:
(ليتني سرت نحو المقصد سبعين مرة، ثم عدت وسرت ثانية، واستشهدت في سبيل الحق)..
ولكيلا نعود من حياتنا بالندم أقول بصراحة: لو انقضى مثلاً نصف عمر أي شخص في ذكر
المنعم الحقيقي، ونصفه الآخر في الغفلة، لاعتبر نصف عمره حياة لـه، والنصف الآخر
موتاً، مع اختلاف عن الموت في الأضرار وعدم النفع.

إن من يملك المعرفة بالله، يصير مطيعاً له، ويكون شغله وارتباطه به تعالى، ويعمل بما يعلم بأنه موافق
لرضاه، ويتوقف فيما لا يعلم إلى أن يعلم، ويسعى لتحصيل العلم بذلك آناً فآن، لكي
يعمل أو يتوقف.. فعلمه ناشىء عن الدليل، وتوقفه راجع لعدم وجود دليل.

هل من الممكن لقافلتنا أن تصل إلى المقصد، عبر هذه العقبة المليئة بالخطر، من دون التسلح
بطاعة الله القادر؟.. هل من الممكن أن يكون وجودنا من الخالق تعالى، وقوتنا من
غيره؟.. فلا قوة نافعة باقية إذن إلا لأهل الله، ولا ضعف إلا لغيرهم.

من كلمة للمرجع الراحل العارف الشيخ محمد تقي بهجت (رضوان الله تعالى عليه)

بمناسبة أربعينية العالم العارف آية الله العظمى الشيخ محمد تقي بهجت (قدس سره) .. نهدي إلى روحه الطاهرة ثواب الفاتحة و الإخلاص و الصلاة على محمد و آل محمد (ص)

و الله الموفق
.،.

همسة : من أسهل الأمور .. الإستهزاء بالأموات و مهاجمتهم و محاولة الحطّ من قدرهم .. إن الله قوي عزيز




الخميس، 11 يونيو 2009

محمد (ص) .. رمز الكمال الإنساني

بسم الله الرحمن الرحيم

على مر التاريخ ، كانت الإنسانية على سعي تام نحو التكامل و بلوغ أسمى المراتب الكمالية . و هذا السعي بحاجة إلى منهج معين و قدوة. و لهذا و على اختلاف العصور ، كان لرسالات السماء الدور الأكبر لبلوغ هذا الهدف
.و من أعظم الأمثلة على هذه القدوة هو رسولنا الكريم (ص) ، الذي أرسله الله عزوجل ليتمم مكارم الأخلاق و ليسموا بالبشرية نحو التكامل المنشود.
فمن حقنا كمسلمين، أن نحتفل بذكرى مولد رسول الله (ص) و حفيده الإمام الصادق (ع) في كل عام ، تخليداً لذكراهم و إحياءً للقيم التي وضعوها للمجتمع الإسلامي بشكل خاص و الإنساني بشكل عام. و لا تقتصر إحياء الذكرى بالإحتفالات و الأناشيد فقط ، بل يجب أن نستغل هذه الأيام المباركة للإستفادة من سير حياتهم و الإقتفاء بآثارهم.
و عندما نريد الحديث عن دور رسول الله (ص) في تكامل الإنسانية ، فإن خير ما نذكره هو ما ذكره الله تعالى في كتابه الكريم و ما وضحه آل بيته الأطهار في أحاديثهم و خطبهم.

(هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمه وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين)
الجمعة 2
السعي نحو التكامل يقسم إلى مراحل معينة وضحتها الآية السابقة ، فبداية مع التلاوة و مروراً بالتعلم و تصل ذروتها في بلوغ الحكمة المنشودة :
أ- (يتلوا عليهم آياته..)
الآيات في الغالب تكون معالم للطريق و بها يكون استثارة العقل و لهذا كان تذكير الإنسان برسالات و آيات الأنبياء و بتذكير الناس بهذه الآيات يكون بث الثقافة الصحيحة لكي يقتنعوا بالإصلاح و ضرورته.
ب- (و يزكيهم)
أن يجعلهم أزكياء القلوب بالإيمان ، ليصبح لديهم القابلية النفسية و الفعلية لتلقي تعاليم الرسالة عن طريق إزالة ما في القلوب من أدران الشرك و التخلف و الجاهلية كما قالت مولاتنا الزهراء عن رسول الله (ص) : "كشف عن القلوب بهمها و جلا عن الأبصار غممها"
ج- (و يعلمهم الكتاب)
بعد تطهير النفوس يأتي دور التعليم ، تعليم كتاب الله عزوجل و من الكتاب استخرج لهم رسول الله (ص) مناهج الحياة في السياسة و الإقتصاد و الإجتماع و بقية الجوانب الحياتية.
د- (و الحكمة) و حتى يتمكن المسلمين من قيادة الحياة عملياً بنهج القرآن القويم ، يجب عليهم أن يلتزموا بالحكمة كما علمها رسولنا الكريم ، فبالحكمة تُستَنبَط الحلول لمشاكل الحياة و مفرداتها استناداً على القرآن الكريم و ما يحتويه من مفاهيم و أحكام ، أما تعريف الحكمة فهي كما وصفها الإمام أبي عبدالله الصادق (ع) : "إن الحكمة المعرفة و التفقه في الدين ، فمن فقه منكم فهو حكيم.."
نور الثقلين ج1 ص 287
و كما قالت الزهراء (ع) في خطبتها المشهورة : " ابتعثه الله اتماما لامره ، و عزيمة على امضاء حكمه ، و انفاذا لمقاديـر حكمته ، فراى الامم فرقا في اديانها ، عكفا على نيرانها ، عابدة لاوثانها ، منكرة لله مع عرفانها ، فأنار الله بأبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) ظلمها ، و كشف عن القلوب بهمها ، و جلى عن الابصار غممها ، و قام في الناس بالهداية ، فانقذهم من الغواية ، و بصرهم من العماية ، و هداهم الى الدين القويم ، و دعاهم الى الصراط المستقيم "

" و اليوم حيث نريد العودة الى الاسلام باعتباره الحل الامثل للمشاكل المعوزة التي لا تستطيع البشرية الفرار منها لا بد ان نعود من الباب الذي ولجه المعلم الاول للرسالة نبينا الكريم ( صلى الله عليه وآله ) ، فنشرع بآيات الله نتلوها على الناس ، و نذكرهم بربهم حتى ينصهروا جميعا في بوتقة الوحدة الربانية ، ثم نعلمهم كتاب ربهم حتى يتشبعوا بقيمه المتسامية ، و يتسلحوا برؤاه و بصائره ، و ينبعثوا من آياته في كافة تصرفاتهم و مواقفهم ."
(تفسير من هدي القرآن ج16)

و في آية أخرى ، يذكر الحق تبارك و تعالى المنهج القويم الذي اتبعته رسالات السماء بـ (
لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وانزلنا الحديد فيه باس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ان الله قوي عزيز ) الحديد 25

أما (البينات) فهي تفاصيل الهداية المتمثلة في الثقافة التوحيدية بالإضافة إلى الحجج و البراهين التي تكون موجهة إلى العقل كالمعاجز. و حين لا تكتمل رسالة إلهية إلا اذا تحولت إلى نظام ثقافي ،تربوي ، سياسي و إجتماعي يأتي دور (الكتاب) الذي هو عبارة عن شريعة حياة متكاملة. و أما (الميزان) فهو الوسيلة التي بها نعرف مضامين الكتاب الخارجية من قوانين تهدف إلى تنظيم العلاقات الإجتماعية و التربوية و السياسية في الواقع الخارجي. و في النهاية كان (الحديد) و هو موجه إلى فئة من الناس الذي يخالفون الحق و قد أنزل الله الحديد وسيلة رادعة لتنفيذ القسط و العدل بين الناس ، و يجب إلى الإشارة إلى أن القوة ليست الوسيلة الوحيدة المناسبة دائماً ، فما يقره الإسلام هو شرعية القوة في حالاتها الخاصة و ليس شريعتها. هذه هي المناهج التي اتبعتها الرسل لبلوغ التكامل الإنساني.

أما شخصية رسول الله (ص) ، فهي بحد ذاتها رمز للكمال الإنساني بشكل عام و هو أيضاًَ رمزاً للكمال المطلق على مستوى الأنبياء و الرسل بشكل خاص، فكما أن القرآن الكريم هو خاتم الكتب و به كمال شريعة السماء ، كذلك شخصية رسول الله (ص) فهي مزيج من موسى (ع) مظهر الغضب الإلهي و عيسى (ع) مظهر الرحمة الإلهية. فتراه في حومة الوغى و في طليعة اصحابه المتشوقين للقتال و الجهاد في سبيل الله ، فها هو علي (ع) يقول : "كنا إذا حمي الوطيس لذنا برسول الله" . و تراه في حين آخر ، و بعد أن افتقد جاره اليهودي الذي كان يلقي عليه القاذورات ، يسأل عنه و حين يسمع بمرضه ، يذهب لعيادته !
و في فتح مكة ، نراه (ص) يحل دماء عشرة من المشركين و إن كانوا متمسكين بستار الكعبة ، و في حين آخر نراه ينظر إلى مجموعة من المشركين و من الذين قاتلوه في بدر و أحد ، فيقول بصوت ملؤه العفو و الرحمة "إذهبوا .. فأنتم الطلقاء!".

و قد قال أحد علماء اللاهوت السويسريين و هو الدكتور هانز كونج (1) "إن محمد(ص) نبي حقيقي بكل ما في الكلمة من معنى، ولا يمكننا بعد إنكار أن محمداً هو المرشد القائد إلى طريق النجاة".
هذا هو رسول الله (ص) ، و مهما تحدثنا عنه سنبقى مقصرين، و ستبقى هناك الكثير من جوانب حياة هذه الشخصية العظمى مجهولة للكثير. فهو (ص) رمزٌ للكمال الإلهي و ستبقى سيرة حياته نبراساً و نهجاً خالداً للأمم الإنسانية في مسيرتها نحو الإصلاح و الكمال.
فها هو الأديب الايرلندي برنارد شو(2) يتحدث عن شخصية رسول الله (ص) قائلاً : "لقد اطّلعت على تاريخ هذا الرجل العظيم محمد(ص)، فوجدته أعجوبةً خارقةً، لا بل منقذاً للبشرية، وفي رأيي، لو تولى العالم الأوروبي رجل مثل محمد(ص) لشفاه من علله كافة… لقد نظرت دائما الى ديانة محمد (ص) بأعلى درجات السمو بسبب حيويتها الجميلة. إنها الديانة الوحيدة في نظري التي تملك قدرة الاندماج… بما يجعلها جاذبة لكل عصر،إني أعتقد أن الديانة المحمدية هي الديانة الوحيدة التي تجمع كل الشروط اللازمة وتكون موافقة لكل مرافق الحياة…. ما أحوج العالم اليوم إلى رجل كمحمد(ص) ليحل مشاكل العالم ".

(1) دكتور هانز كونج : من قساوسة الكاثوليك و علماء اللاهوت السويسرين ، ولد عام 1928
(2) جورج برنارد شو : كاتب مسرحي اجتماعي إيرلندي ، حائز على جائزة نوبل للأدب عام 1925 ، ولد عام 1856 و توفي في 1950

المصادر :
- القرآن الكريم
- تفسير "من هدي القرآن" ج15 -المرجع المدرسي -
- سيماء محمد (ص) - علي شريعتي -


و الله الموفق

.،.
الصورة للمبدع navidrahimirad

الاثنين، 18 مايو 2009

نَم قرير العين .. يا ملتقى الأحرار ..!

بسم الله الرحمن الرحيم

ما زلت أذكر اللحظات التي قضيناها تحت منبر الفقيد السعيد في أيام الجمعة ، كلمات من الوجدان إلى الوجدان ، تقتحم الفكر بهدوء ، و بصوته الخافت ، حقاً .. كنت أشعر بسكينة غريبة عندما كنت أقف بجانبه و أتشرف بالسلام عليه و تقبيل جبينه أو يده المباركة .. لا أعلم .. إحساس الانتماء ، الطمأنينة ، و الأمان ينتابني عند شخصية مثل الرضا الراحل (قدس سره).

أما الآن ، فقد توسد التراب بجانب ضريح سيد الكونين (ع) ، و لم يبقى لنا إلاّ ذكر محاسنه و آثاره الكريمة ، فكما أمرنا رسولنا الكريم بذكر محاسن الموتى بقوله (إذكروا محاسن موتاكم) .. حتى تكون عِبرة لنا قبل تكون عَبرة ، و أن نأخذ من سيرة حياته عِضَة لا غُصة ..

من أعظم الأمور التي رأيتها بسيرة الفقيد الراحل كانت أهمية الرسالة و القضية في حياته ، و كيف كان دفاعه دوماً عن القضية الإسلامية لا دفاعاً عن نفسه ، و لا حتى هجوماً على الغير ، فكان يصب إهتمامه في سبيل نشر القضية الإسلامية و الدفاع عنها ، و قد نقل لي أحد الإخوة الأعزاء كيف كان رده الوحيد عن بعض الأسئلة التي تستفسر عن الهجوم على الشعائر الحسينية و بعض العقائد الإسلامية بكلمة واحدة .. "إلّأ علواً" .. فإعلاء كلمة الحق ،، و علو الهدف الرسالي كان هاجزه اليومي.. فقد كان يدعوا دوماً إلى تزكية النفس ، و تطهيرها من البغضاء و الأحقاد الدفينة في سبيل الوصول إلى الغاية المشهودة.. حتى أحبه العدو قبل الصديق !

ومن جوانب حياته الأخرى كان خلقه الرفيع ، و آدابه العالية التي كان يشرك بها الصغير و الكبير ، و البعيد و القريب ،، فلم أره يوماً إلا و الإبتسامة تزين محيّاه .. حتى إني أذكر في احد الأيام .. عندما كنت ما أزال في سنوات عمري الأولى .. اصطحبني والدي العزيز إلى مسجد بنيد القار لصلاة الجمعة ،، و بعد الصلاة ،، توجهت مع والدي للسلام على السيد .. هناك طلبت من والدي ان يعرفني على السيد .. فتوجهت نحوه و قبلت يداه الكريمتان و عرفته بنفسي .. أذكره كيف كان ينحني عند السلام على صغار السن و كيف علت الإبتسامة وجهه و سألني عن أحوالي و دعاؤه لي بالصلاح. و لا زلت أذكر وصاياه لنا و نحن أطفال صغار ببذل الجهد في سبيل إعلاء كلمة الإسلام ..

أما آخر جانب أذكره من سيرة هذا العظيم بحق هو التسليم التام لله عز و جل ، فعندما كان يٍسأله بعض الإخوة في السابق عن أحوال أخيه السيد مرتضى عندما كان تحت التعذيب .. لم يكف لسانه من حمد الله و التوكل عليه ، و أذكره في تشيع والده المقدس (قدس سره) .. لم أره إلا جبلاً صامداً في وجه المصائب و المحن ..

عندما ترتقي النفس البشرية إلى أعلى المراتب و تصل إلى أعلى مستويات التسليم لله عز و جل ،، تكون قد تحررت من قيود الدنيا و تلتحق بركب الأحرار .. فيكون هدفها الرسالي إعلاء كلمة الحق و همها الدفاع عن القضايا التي تؤمن بها ،، حتى و إن إقتضى ذلك أن تعيش حياة البؤس و الإضطهاد .. أما إن ضعفت أمام مغريات الدنيا و أهوائها .. تكون قد قيدت نفسها بقيود الظلم و الجهل و الضياع ...

سيدي .. رحلت عنّا بجسدك .. و لكن وصاياك و توجيهاتك خالدة بيننا .. و روحك السمحة و إبتسامتك الهادئة ستبقى خالدة في ذاكرتنا ..

و لكنني لن أنسى تلك الكلمات في يوم الرحيل ..

"سيد رضا مات .. مات يا أحمد !!"

.،.

بمناسبة مرور عام كامل على رحيل
آية الله السيد محمد رضا الشيرازي (قدس سره)

الفاتحة على روحه الطاهرة و أرواح العلماء و المؤمنين
و بالأخص آية الله العظمى المرجع الراحل الشيخ محمد تقي بهجت (قدس سره)

الخميس، 23 أبريل 2009

إن الإنسان ليطغى !!

بسم الله الرحمن الرحيم

يا صاحب العصر أدركنا فليس لنا (،) ورد هنيء ولا عيش لنا رغد
طالــــت علينا ليــــالي الإنتـــظــار(،) فهل يابن الزكي لليل الإنتظار غد

عندما تقوم شعوب الإنسان بتخليد ذكر عظمائها ، يتم ذلك لمعرفتهم و تقديرهم لما قدموه من إنجازات و تضحيات في سبيل الإنسان و المجتمع الإنساني ككل ، فتراهم ينصبون النصب التذكارية لهم في الميادين المختلفة و المحافل العالمية ..

و بمقدار إحترام الشعوب لعظمائها ، تتقدم و تزدهر بما تجنيه من الآثار و التعاليم و الحب لهم و لما قدموه في سبيل بلوغ مرحلة الكمال الإنساني ..

و لكن ،، عندما نرى التجرأ على مقام العظام ، فذلك لا يدل إلى على أحقاد دفينة و كره مزمت لما قدّمه هؤلاء العظماء أو حتى بالحقد على ما أوجدوه من حب و إتباع في قلوب محبيهم ..

الهجمة الأخيرة .. على قبور البقيع الغرقد .. من وضع حواجز حمراء لتغطية قبور إئمة البقيع (ظاهراً فقط .. فالقبور و أنوارها في قلب كل مؤمن و مؤمنة) .. ما هي إلى دليل على بقاء هذا الحقد الدفين على نهج الإسلام و ما قدّمه رسول الله (ص) و آل بيته (ع) من تضحيات و ثورة على عالم الظلم و الإضطهاد و الجهل ..

هذه الأرض الطاهرة التي تحتوي على أجساد أربعة من إئمة المسلمين ..
الإمام الحسن بن علي (ع) المجتبى .. الذي حقن دماء المسلمين
و أوقف سفكها و أنقذ دين الإسلام من فتن قاتلة بعد صلحه الذي فضح إئمة الضلال
الإمام علي بن الحسين (ع) زين العابدين .. سيد الساجدين، ذلك العظيم
الذي قدّم للمجتمع الإسلامي منهاجاً للصفاء الروحي و السفر في عالم الملكوت ..
ذاك السفر العظيم المسمى بـ(الصحيفة السجادية) ،،
و الدستور الإجتماعي القويم المسمى بـ(رسالة الحقوق)
الإمام محمد بن علي (ع) الباقر .. الذي وضع أساس الجامعة الإسلامية و
هو من تخرّج على يديه العديد العديد من علماء المسلمين و بناء الشخصية
الإسلامية و حلقات تدريس مختلف العلوم
الإمام جعفر بن محمد (ع) الصادق .. عالم أهل البيت ، و من تخرج على يديه إئمة
المذاهب و من صدّ الهجمات الإلحادية و المنحرفة على الإسلام و من إزدهرت بجهوده
العلوم الإسلامية حتى كان المئات بل الآلاف من علماء المسلمين
يقولون : حدثني جعفر بن محمد ..

بتّ متيقناً أن هذا الحقد ليس فقط إتجاه هؤلاء الأئمة الأربع ، بل ان هذا الحقد و الكره موجه إلى مقام جدهم نبي الرحمة (ص) ، الذي بفضله تم نسف العادات الجاهلية و القبلية التي كانوا يعيشون فيها ، و تعاليمه التي حاربت حمية الجاهلية العمياء التي كانوا يعيشون تحت ضلها ..

ما أجهل القوم ، بظنهم ان إخفاء معالم هذه القبور يؤدي إلى إبتعاد محبيهم عنها ، بل سيزيد ذلك إصرار المحبين على زيارتهم ، ، نهر من نور يربط جمع المحبين و الموالين بمثوى إئمتهم ، و لن يستطيع إئمة الضلال ، مهما جاهدوا و ازدادوا حقداً ، ان يدفنوا هذه العلاقة النورانية و المحبة الخالدة


يا فارس الحجاز .. أدركنا !

(جنة البقيع الغرقد قبل الهجمة الوحشية من أتباع محمد بن عبدالوهاب ، قبل أكثر من 40 عام)
.،.

الأربعاء، 22 أبريل 2009

بحث حول الإمامة - كتاب -

بسم الله الرحمن الرحيم


عودة إلى عالم القراءة و الكتاب و هذه المرة مع أحد أروع ما قرأت .. (بحث حول الإمامة- حوار مع السيد كمال الحيدري) ..

في خضم الصراع الثقافي في زماننا الحاضر ، يحتاج الكثير من الشباب المعاصر الى التمسك بعقائدهم و ما يؤمنون به في ظل موجة الهجوم الثقافي و الإعلامي المشكك على عقائد الإسلام .. و من هذه العقائد عقيدة الإمامة .. و كم نحن بحاجة إلى ادلة عقلية و قرآنية لإثباتها في كياننا و حتى تكون خير دفاع لصد الغزو الفكري\الثقافي الموجه نحو التشكيك غالباً ..

و لكن و للأسف ، فقليلاً ما نجد ما يشفي غليل هذه الحاجة .. و لكن ما وجدته في هذا الكتاب كان كفيلاً وافياً و لله الحمد ..

فالكتاب يقع في سلسلة حوارات (20 حوار) أجراها الشيخ جواد علي كسّار مع سماحة السيد كمال الحيدري حول الإمامة من منظور قرآني\عقلي ..

و الحوارات تقع في :

1- تحديدات في منهج الحوار
2- الهدايات الثلاث
3- الإنسان محور الوجود
4- هدف الوجود الإنساني
5- طبيعة العلاقة بين الهدايات
6- من هو الإمام ؟
7- الإمامة سنة إلهية مطردة
8- لوازم الإمامة كسنة وجودية
9- دوام الإمامة و شمولها
10- الإمامة و التسديد الإلهي
11- علم الإمام و أعمال العباد
12- العصمة .. معالجة الطبرسي
13- العصمة .. معالجة الطباطبائي
14- معنى العصمة
15- العصمة .. حديث الثقلين
16- العصمة .. آية التطهير
17- البعد التشريعي
18- الحكم و القيادة السياسية
19- دور القدوة و الإسوة
20- الولاية التكوينية للنبي و أهل البيت
و ما يميز هذه الحوارات انه في نهاية كل حوار يقوم المحاور بتلخيص أهم النقاط بطريقة مميزة ترسخ الأفكار في ذهن القارئ..
بالإضافة إلى التدبر العميق في الآيات القرأنية الذي لمسته في هذه الحوارات و إستخراج المفاهيم العقائدية على ضوء الآيات القرآنية ..
و هنا أحب أن استعرض أحد المقاطع التي لاقت إعجابي في هذا الكتاب المميز و هي حول أساسيات البحث العقائدي و ما يجب أن يتسلح به الباحث عن حقيقة العقائد الإسلامية :
شروط البحث العقائدي :
1- التوفر على استيعاب عميق للقرآن الكريم و لرؤاه و نظراته حيال
القضايا العقائدية
2- الوقوف على دورة روائية كاملة ، يمر فيها الدارس على مجموعة
معتمدة من الأحاديث الواردة عن النبي و أهل بيته بشأن العقيدة
3- إمتلاك الباحث لناصية القواعد العقلية كآلية لابدّ منها تؤهله
الخوض في هذا المضمار
الكتاب : بحث حول الإمامة - حوار مع السيد كمال الحيدري
المؤلف : جواد علي كسّار
الناشر : دار فراقد للطباعة و النشر
الطبعة : السابعة 1426 هـ \ 2005 م
عدد الصفحات : 415 صفحة من الحجم الكبير
أنصح جميع المهتمين بأمور العقيدة الخالصة قراءة هذا الكتاب .. فهو يحتوي على الكثير الكثير
.،.
و الله الموفق

الخميس، 16 أبريل 2009

قبة الخلود ..!

بسم الله الرحمن الرحيم
(يريدون ان يطفؤوا نور الله بافواههم ويابى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون) التوبة 32
(فكد كيدك ، و إسع سعيك ، فوالله لا تمحوا ذكرنا و لا تميت وحينا) زينب (ع)
ما أجهل القوم فإن النار لا .،. تطفؤ نور الله جلاً و علا

هنيئاً لكم .. فها هي قبة العسكريين (ع) شامخة نحو السماء !!

و الله الموفق ..

الأحد، 15 فبراير 2009

أنت درب السالكين ..!!

بسم الله الرحمن الرحيم





رُوِيَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ ( عليه السلام ) أَنَّهُ قَالَ : " عَلَامَاتُ الْمُؤْمِنِ خَمْسٌ : صَلَاةُ إحدى و خَمْسِينَ ، وَ زِيَارَةُ الْأَرْبَعِينَ ، وَ التَّخَتُّمُ فِي الْيَمِينِ ، وَ تَعْفِيرُ الْجَبِينِ ، وَ الْجَهْرُ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " (1)

في كل عام ، تتحول أرض كربلاء إلى مسرحاً يضم أسمى معاني الإنسانية للملايين من العشاق ، يزحفون من كل حدب و نسل ، ليجددوا البيعة مع المولى الحسين (ع).
ترى من هو ماشياً على قدميه إتجاه قبر الحسين (ع) ، بإختلاف الأعمار و الأعراق ، الثقافات و الأحزاب و حتى المذاهب و الأديان ، الكل يزحف إتجاه الحسين (ع) ، فالحسين هو رحمة الله الواسعة ، التي صبّها الله عزوجل على خليقته صبا.
العقل و العاطفة ، هما المحركان الأساسيان لهذه الحركة الجماهيرية المليونية التي تشهدها كربلاء في كل عام ..
فالملايين يقصدون الحسين ، ليجددوا البيعة معه على رفض الظلم و الطغيان و إعلاء كلمة الحق مع التمسك بالإباء و الكرامة التي انتشلها ابي عبدالله من دوامة الضياع ..
و الملايين يقصدونه على الأقدام مواساة لآل الحسين التائهين في الفلوات بعد مصرعه (ع) ..
و هناك ملايين أخرى ، قصدته حباً فيه و إيماناً بأنه و أهل بيته (ع) مقصداً لمرادهم و باباً لحوائجهم ..
كلٌ يقصد الحسين حسب ثقافته و نيّته ، و الحسين هو الجواد الكريم ، لا يطرد من قصده ، حاشاه ..!!


ذكرى الأربعين بما تحتويه من ذكريات و مآسي على آل بيت النبوة (ص) ، تتضمن علامة من علامات المؤمنين ،
فزيارة المؤمنين للحسين (ع) هي فرصة لتجديد بيعة الولاء معه و إطلاق صرخات الحرية و الإباء أمام العالم أجمع ..

إستوقفتني لقطة شاهدتها على أحد القنوات الفضائية قبل كم يوم ، يصور المشهد فيها أحد المصابين (و هو من فئة الصم ) بالإنفجار الأخير الذي قام به التكفيريون، يصور المشهد أحد هؤلاء المصابين و قد قتل أحد أصدقائه ، و قد سأله المذيع بالإشارة عن اذا كان سيعود إلى وطنه بسبب هذا الإنفجار ؟ ما ادهشني كان إجابة هذا الموالي الأصم بالإشارة بالنفي و انهم سيكملون رحلتهم إلى مثوى الحسين و كيف ان الإرهاب و مهما كان من دموياً لم و لن يثني عشاق الحسين (ع) من الوصول إلى ضريح سيد الشهداء.


هؤلاء هم محبين الحسين ، أسكرتهم نشوة العشق عن رؤية الدماء و الأخطار التي تحيط بهم ، و مهما إستكبر الإرهاب بما يقوم به من قتل و تفجير ، فهذا لن يثني العشاق من الوصل إلى قبة الكرامة و الإباء ..
فهذا الإمام الهادي (ع) يأمر أصحابه بعدم التوقف عن زيارة الحسين (ع) حتى و ان تطلب الأمر ان يقتل من كل عشرة زوار تسعاً و يعذبون و تقطّع أياديهم ..

إن قضية الحسين يجب أن تبقى مشتعلة في قلوب المؤمنين ، مهما كانت الظروف ..
كما صرّح بذلك جده المصطفى (ص) بقوله " ان لقتل الحسين حرارة فى قلوب المؤمنين لا تبرد ابدا." (2)

مقطع فيديو ، يحتوي على كلمة قصيرة لسماحة السيد هادي المدرسي (حفظه الله) ، بعد أحداث التفجيرات التي قام بها التكفيريون في العام 1425 ..




"عاشوراء ، تعيد سنوياً للقلوب المقهورة
التي سلبت -في هذا العصر-
حق الإختيار ، بل حتى حق الإحساس،
و للعيون التي سلبت حق الرؤية بل حتى حق البكاء،
و للحناجر التي سلبت حق الصراخ بل حتى حق الأنين ،
تعيد لها حقها السليب
."
(3)

(1) تهذيب الأحكام : 6 / 52 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي
(2) جامع احاديث الشيعة، ج 12، ص556
(3) الحسين وارث آدم :الدكتور علي شريعتي
* عنوان المقال من قصيدة للشاعر مهدي جناح الكاظمي

و الله الموفق
.،.

أحمد

حروف الطف -4

بسم الله الرحمن الرحيم


(4)
رائية الكاظمي
للشاعر الأديب جابر الكاظمي
المولود عام 1956 م

مدَدت َ فوق الخَذُوم نحرا ** جعلتَه للخُلود ِ جسرا
نفقْت َ للمُدقِعين َ نفسا ً ** فحزت َ مجدا ً ونلت َ فخرا
يا أيها الثائر ُ المُضحّي ** بكل ِّ عِلْق ٍ جُزِيت َ خيرا
غالُوك َ جسماً بسيف ِ بغي ٍّ ** وسوف َ تبقى تُنيرُ فِكرا
فإن ْ تكن ْ لم تنم ْ بقبر ٍ ** فدُونك َ القلب ُ خذه ُ قبرا
عُذرا ً تجاوزت ُ في مقالي ** ويَقبل ُ الأكرمون َ عُذرا
يا أيُّها السبط ُ أنت َ بدر ٌ ** فكيف َ قلب ٌ يضم ُّ بدرا
يا شامخا ً في ذُرى الكفاح ِ ** وناظراً للخطُوب ِ شزرا
ويا صقيلا ً له بريق ٌ ** بمِيسَم ِ النيِّرات ِ أزرى
وحارداً يعتريه ِ جأش ٌ ** فراح َ يُغفي عليه ِ نُغرا
ومن صدى جُرحك َ الشريف ِ ** تُخاطب ُ المُهطعين َ قسرا
اخلولق َ الهاتف ُ المُدوِّي ** يحرِّك ُ النائمين َ سُكرا
تقحَمُوا هولة َ العَتي ِّ ** وعجّلوا بالصَّفاد ِ كسرا
وحطّموا قيد َ كُل ِّ باغ ٍ ** يُشيع ُ بين الأنام ِ هُجرا
ترون َ خلف َ السِّتار ِ ذئبا ً ** مُستأسِداً في الضلالِ يَضرى
تقحمُوا الذل َّ لا تهابُوا ** ولا تُناشَون َ منه ُ ضُرا
فهل يهاب ُ الهِزبر ُ ذئباً ** وهل يُضير ُ الغرابُ نسرا
وصوِّتوا في وجوه ِ قوم ٍ ** يرون َ رفض َ الهوانِ كُفرا
خذ ْ يا أبا التضحياتِ بُشراً ** سيصنع ُ الصامدونَ نصرا
حُملت َ فوق َ الرماح رأسا ** فدُمت َ حيّا ً وزُدت َ قدرا
فرب َّ فكر ٍ يُميت ُ حُكما ً ** وما لِحُكم ٍ يُميت ُ فِكرا
يا أيُّها العاتِن ُ الشهيد ُ ** شَمخْت َ في الخالدين َ حُرّا
وبات َ ذكراك َ في فؤادي ** له ُ أجيج ٌ فما استقرّا
وَجِمت ُ عشراً نطقت ُ شِعراً ** كأنّني قد قذفْت ُ جَمرا
















و الله الموفق
.،.

الجمعة، 13 فبراير 2009

حروف الطف -3

بسم الله الرحمن الرحيم

(3)
في رحاب الحسين (ع)
للشاعر العراقي الصابئي عبدالرزاق عبدالواحد
المولود عام 1930 م

قدمـت وعفـوك عـن مقدمـي .،. اسيرا كسيـرا حسيـرا ضمـي
قدمـت لاحـرم فـي رحبتـيـك .،. سـلام لمثـواك مـن مـحـرمِ
فمذ كنت طفلا رأيـت الحسيـن .،. منـارا الـى ضـوءه انتـمـي
و مذ كنت طفلا عرفت الحسيـن .،. رضاعـا و لـلآن لـم افـطـم
و مذ كنت طفلا وجدت الحسيـن .،. مــلاذا بـأسـواره احتـمـي
سـلامٌ عليـك فأنـت الـسـلام .،. و ان كنـت مختضـبـا بـالـدمِ
و انـت الدليـل الـى الكبريـاء .،. بما ديس مـن صـدرك الاكـرم
و انـك معتـصـم الخائفـيـن .،. يا من مـن الذبـح لـم يعصـم
لقد قلت للنفـس هـذا طريقـك .،. لاقي بـه المـوت كـي تسلمـي
و خضت و قد ضفر الموت ضفرا .،. فمـا فيـه للـروح مـن مخـرم
و ما دار حولك بـل انـت درت .،. علـى المـوت فـي زرد محكـم
فمسّك مـن دون قصـد فمـات .،. و ايقـاك نجمـا مـن الانـجـم
ليـوم القيامـة يبقـى السـؤال .،. هل الموت فـي شكلـه المبهـم
هـو القـدر المبـرم الـلايـرد .،. ام خــادم الـقـدر الـمـبـرم
سـلام عليـك حبيـب النـبـي .،. وبرعمـه طبـت مـن بـرعـم
حملـت اعـز صفـات النـبـي .،. و فــزت بمعـيـاره الاقــوم
دلالــة انـهــم خـيــروك .،. كمـا خـيـروه فـلـم تثـلـم
بل اخترت موتك صلت الجبيـن .،. و لـم تتلفـت و لــم تـنـدم
و ما دارت الشمـس الا و انـت .،. لـلألاءهـا كــالاخ الـتــوأم
سـلام علـى آلــك الـحـوّم .،. حواليـك فـي ذلـك المـضـرم
و هم يدفعون بعـري الصـدور .،. عـن صـدرك الطاهـر الارحـم
و يحتضنـون بكبـر النبيـيـن .،. ما غـاص فيهـم مـن الاسهـم
سـلام عليـك علـى راحتيـن .،. كشمسيـن فـي فـلـك اقـتـم
تـشـع بطونهـمـا بالضـيـاء .،. و تجري الدمـاء مـن المعصـم
سـلام علـى هـالـة ترتـقـي .،. بـلألاءهـا مرتـقـى مـريـم
طـهـور متـوجـة بالـجـلال .،. مخضـبـة بـالـدم الـعـنـدم
تهـاوت فصاحـة كـل الرجـال .،. امــام تفجـعـهـا المـلـهـم
فراحت تزعزع عـرش الضـلال .،. بـصـوت باوجـاعـه مفـعـم
و لو كان للارض بعض الحيـاء .،. لـمـادت باحرفـهـا الـيـتّـم
سلام على الحـر فـي ساحتيـك .،. و مقحمـه جـلّ مـن مقـحـ
مسـلام عليـه و عتـب علـيـه .،. عتـب الشغـوف بـه المغـرم
فكيف و في الف سيـف لجمـت .،. و عمـرك يـا حـر لـم تلجـمِ
و احجمت كيف و في الف سيف .،. و لو كنـت وحـدي لـم احجـمِ
و لم انتظرهـم الـى ان تـدور .،. عليـك دوائرهـم يــا دمــي
لكنت انتزعـت حـدود العـراق .،. ولـو ان ارسائهـم فـي دمـي
لغيـرت تاريـخ هـذا التـراب .،. فمـا نـال منـه بنـو ملـجـم
و يا سيـدي يـا اعـز الرجـال .،. يـا مشرعـا قـط لـم يعـجـم
ويا بن الـذي سيفـه مـا يـزال .،. اذا قيـل يـا ذا الفقـار احسـم
يحـس مـرؤة مليـون سيـف .،. سـرت بيـن كفـك والمـحـزم
و تمسك انت ثم ترخـي يديـك .،. و تنكـر زعمـك مـن مزعـم
علـيّ علـي الهـدى والجهـاد .،. عظمـت لـدى الله مـن مسلـم
و يا اكرم الناس بعد النبي وجها .،. و اغنـى امـرئ مـن مـعـدم
ملكت الحياتيـن دنيـا و اخـرى .،. و ليـس ببيتـك مـن درهــم
فـدى لخشوعـك مـن ناطـق .،. فـداء لجوعـك مــن ابـكـم
قدمت و عفـوك عـن مقدمـي .،. مزيـج مـن الـدم و العلـقـم
و بي غضـض جـل ان ادريـه .،. و نفس ابـت ان اقـول اكظـم
كأنـك ايقظـت جـرح العـراق .،. فتيـاره كـلـه فــي دمــي
السـت الـذي قـال للبـاتـرات .،. خذينـي وللنفـس لا تهـزمـي
و طـاف بـاولاده و السيـوف .،. عليهـم سـوار علـى معصـم
فضجـت باضلـعـه الكبـريـاء .،. و صـاح علـى موتـه اقدمـي

كذا نحن يا سيـدي يـا حسيـن .،. شداد علـى القهـر لـم نشكـمِ
كذا نحـن يـا ايهـا الرافديـن .،. سوارتنـا قــط لــم تـهـدم
لان ضج من حولـك الظالمـون .،. فانـا وكلـنـا الــى الاظـلـم
و ان خانك الصحب والاصفيـاء .،. فقـد خاننـا مـن لـه ننتمـي
تـدور علينـا عيـون الذئـاب .،. فنحتـار مـن ايهـا نتحتـمـي
لهـذا وقعنـا عـراة الـجـراح .،. كبـارا عـلـى لؤمـهـا الالام
فيـا سيـدي يـا سنـا كربـلاء .،. يلألـئُ فـي الحـلـك الاعـتـم
تـشـع منـائـره بالـضـيـاء .،. و تـذخـر بالـوجـع الملـهـم
سأطبع ثغري على موطئيك .،. سـلام لأرضـك من ملــثــم


و الله الموفق
.،.

الأربعاء، 11 فبراير 2009

حروف الطف -2

بسم الله الرحمن الرحيم

(2)
الإختيار
للشاعر العراقي أحمد مطر
المولود عام 1954 م

انني لست لحزب أو جماعه.
انني لست لتيار شعارا
أو لدكان بضاعه.
انني الموجة تعلوا حرة ما بين بين
وتقضي نحبها دوما
لكي تروي رمال الضفتين.
وأنا الغيمة للأرض جميعا
وأنا النغمة للناس جميعا
وأنا الريح المشاعه.
غير اني في زمان الفرز
أنحاز الى الفوز
فان خيرت ما بين اثنتين:
أن أغني مترفا عند يزيد
أو اصلي جائعا خلف الحسين
سأصلي جائعا خلف الحسين !
انني أعشق أن أعشق
أن أهوى بلا قيد
كما يهوي الهواء.
خافق ينضح خمرا
شفة تنظم عطرا
قبضة تلبس قفازا من الشعر
وأخرى
تتعرى
عن ملايين النساء !
انني أرغب أن أحيا
ولي بيت
وزوج
وعيال سعداء
ليس في أرواحهم بصمة خوف
ليس في أجسادهم بصمة داء
ليس في أعينهم بحر بكاء.
غير اني في زمان الفرز
أستعرض جندي ..
قلمي
ثم فمي
ثم دمي
فالكبرياء.
وأسوي صهوة الشعر
وأنحاز لصف الفقراء الشرفاء.
وأغالي في التحدي
قدمي ثابتة في الأرض كالأرض
ورأسي شاهق فوق السماء !
لست أهتم بمن كان معي
أو كان ضدي
.لست أهتم بمن أترك بعدي.
لست أهتم بمن يبكي دموعا
أو بمن يبكي دماء.
ليس عندي
غير هم واحد:
أن أسبق الموت الى العيش
فأغدو من ضحايا كربلاء !


و الله الموفق
.،.

الاثنين، 9 فبراير 2009

حروف الطف -1

بسم الله الرحمن الرحيم


سلسلة جديدة ان شاءالله سأعرضها على صفحات هذه المدونة المتواضعة
عبارة عن بعض المختارات الشعرية المعاصرة في نهضة الإمام الحسين (ع)
حقاً .. إن كوّن الحسين و عطاء الحسين .. باقٍ ما بقى الخلود

(1)
أيها الرملة
للشاعر المرحوم الشيخ أحمد الوائلي (قدس سره)
المتوفي عام 1424 هـ

أيهـا الرملـة التـي حضـنـت***** جسـم حسـيـنٍ ولَفَّعَتْـهُ رِداءَ
بلّغـي عنـي السـلام حسيـنـا***** واحملينـي استغـاثـةً ونــداءَ
واسكبينـي دمعـاً علـى رَملَـكِ*****الأسمـر يجـري محبّـة وولاء
وامزجيـنـي بـآهـةٍ نَفَثَتْـهـا***** زينـبُ يـوم قـاسـت الأرزاء
وبآهـاتِ نسـوةٍ مـنـذ يــوم***** الطّـف لـلآنَ ألهبَـتْ كربـلاء
خَبِّريهِ بأننـي لـم أَعُـدْ أقـوى***** علـى حـمـل مــا أَرَدتُ أداء
لَـمْ أَعُـدْ ذلـك النعيـت الـذي***** يحمـل ذكـراه لوعـة وشجـاء
ويناغـي بـوجـدهِ ساجـعـاتٍ****** كَـمْ حملـنَ الحنيـنَ والأصـداء
وأواسـي بـه النَّبـي وأشجـي***** لعـلـيٍّ وأُسْـعِـدُ الـزّهــراء
عشرات السنيـن وهـو بثغـري***** نَغَـمٌ عــاش يَسْحَـرالأجـواء
نَغَمٌ يحمـل البطولـة والأمجـاد****** فـي كـل مهـدهـا والـفـداء
ويحـثُّ الدنيـا لتـزرعَ أغلـى****** تضحـيـاتٍ وتَـحْـصُـدُ الآلآء
رَغْمَ أنَّ المُصاب شـيءٌ يفـوق***** الوصفَ وَقْعَاً ويُعْجِزَ الإحصـاء
وسِمَـار السَـرَّاء لا تَتَأتَّـى دون***** أن يحتسـي الفتـي الـضَـرَّاء
سيـدي إننـي إلـيـك انتـمـاءٌ ***** ولـو أنِّـي لا أبلـغ الإنتـمـاء
وطموحات الطين والحمأ المسنونِ ******، هيـهـات تبـلـغُ الـجـوزاء
غير أني أدعى بـكـم وأُمَـنِّـي النّـفـس****** أن تسعـد المُـنـى الإدِّعــاء
فأعدني إلـى رحابـك يـا مـن***** يحمـل النُبـل كلّـه والـوفـاء
واسـأل الله يـا دمــاً بــارك ****** الأرض وأَرْضَى بما توخَّى السّماء
سَلْهُ دفع السِّقـام عنـي بلُطْـفٍ ****** منه عَمَّ الدنيـا ، ويُشْفـي الـدَّاء
فَـيَـداهُ مبسوطـتـان لمثـلـي****** يُنفق الفضل فيهما كيـف يشـاء
يا حُسيناً يـا مـن شَـدَوْتُ بـه****** صُبْحاً ، وناجيته بوجـدي مسـاء
لَـكَ منّـي رسالـة مـن أنيـنٍ****** في تضاعيفـه سَكَبْـتُ الرّجـاء
أَتَقَـرَّى بهـا جِــداك مُلِـحَّـا***** وأُرَجِّي مـن الحضـور الدُّعـاء
وأنادي يا من كسبـت الضحايـا ***** سُلَّـمَ المجـد ســادةً شُـهـداء
إنّ أجواءنـا ظَـلامٌ ، فَعَلِّمْـنـا ****** بـأنْ نُسْـرِجَ الدِّمـاء ضـيـاء
وتقبّـل منّـا مـواسـم قـامـت****** لتواسـي الأئـمـةَ الأصفـيـاء
وأعِدْنـا للصّاعـدات وألهِمـنـا***** بـأَنْ نَحْمِـلَ الحسيـنَ لِــواء

الفاتحة
.،.

الاثنين، 26 يناير 2009

4- إيقاظ الأمة و تحرير إرادتها

بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة في كتاب - ثورة الإمام الحسين (ع)
للشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)
4- إيقاظ الأمة و تحرير إرادتها


o كان لنهضة الإمام الحسين دوراً كبير في إيقاظ الأمة و منها على سبيل المثال :
1. ثورة المدينة على يزيد بعد عام من إستشهاد أبي عبدالله و طرد الأموين منها .
2. في السنة الثانية تثور مكة على حكم يزيد حتى يقوم اللعين برشق الكعبة بالمنجنيق
3. ثورة التوابين في الكوفة و شعارها (يا لثارات الحسين
)
4. ثورة المختار في الثأر من قتلة الحسين و تصفيتهم واحداً واحد.


o وسائل علاج موت الضمير التي قامت بها نهضة الحسين (ع) :
1.علاج (إنهيار القاعدة الأخلاقية) :

· تأكيد الحسين في مجمل تحركاته بالجانب الأخلاقي:
· إلتزامه بالعهود من أصحابه و أعدائه في الوقت نفسه مع علمه بإنقلاب الكثير
· عدم إستخدامه طريقة المناورة النفاقية في الرد على يزيد مثلما فعل قبله بن الزبير و بن عمر و الكثير من الذين تهربوا من بيعة يزيد ، بل لبّى دعوة والي المدينة و بيّن رفضه التام لحكومة يزيد بكل شجاعة.
· لم يتحرك من مكة إلى العراق إلا بعد أن إستلم عقود و مواثيق البيعة من أهلها.
· صراحته مع أصحابه الذين كانوا معه بالطريق و لو أدى الى تفرق الكثير منهم قبل الوصول إلى كربلاء.
· سقيه لجيش الحر بن يزيد الرياحي الماء
· عدم فتك مسلم بن عقيل بعبيد الله بن زياد في الكوفة
· عدم بدأ الحسين بالقتال
·كل هذه الأمور و غيرها تمثل دروساً في الأخلاق مثلها الحسين (ع) في نهضته الخالدة.


2.علاج ( حب الدنيا ) :
· تأكيده (ع) على حتمية الموت بقوله (خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة)
·إعطاء الشعارات التي تزهد بالدنيا مثل (لا أرى الموت إلا سعادة و الحياة مع الظالمين إلا برما)
· و تجسيده و اصحابه (عليهم السلام) قمة آيات التنازل عن الدنيا و ملذاتها في وقوفهم في وجه المناصب و المغريات التي وضعها بني أمية محاولة منهم لشراء ضمائرهم (ع) ... و غيرها من الأمثلة الكثيرة في خطاباته (ع) لأهل الكوفة .


o وسائل علاج فقدان الإرادة التي قامت بها نهضة الحسين (ع) :
1.علاج (الإرهاب و القمع) :

· بصبره و صموده في وجه أعداء الله و إستعانته (ع) التامة بالله تعالى .
· خطابه في مكة : (و ما أولهني إلى أسلافي إشتياق يعقوب إلى يوسف و خير لي مصرع أنا لاقيه ....... رضا الله رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه و يوفينا أجور الصابرين.... )
· خطبته في عاشوراء قبيل القتال : ( إن الله تعالى أذن في قتلكم و قتلي في هذا اليوم فعليكم بالصبر و القتال
)
· و لم يتزعزع او يتردد و هو يرى أصحابه و أهل بيته يسقطون واحداً تلو الآخر (هوّن ما نزل بي أنه بعين الله تعالى)


2.علاج (الجهل و التضليل الإعلامي) :
· قيامه (ع) بعمل إعلامي للتعريف بأهدافه.
· وصيته عند خروجه (إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي ... )
· رسائله إلى الشخصيات الإسلامية و توضيحه لموقفه (ع)
· تعريفه بنفسه عند كل خطاب و تذكير الناس بمنزلته (ع) و أخيه من رسول الله.


3.علاج (الإغراء و شراء الضمائر) :
·التأكيد على إثارة كوامن الفطرة الإنسانية في الحرية و العزة .. الخ
·إستدرار المشاعر الإنسانية نحو قضايا الأطفال و النساء و الجوع و العطش..
·تحذيره من نزول النقم الإلهي من خلال بعض الكرامات منه (ع) في عاشوراء.


4.علاج (اليأس و القنوط) :
· توضيح المعنى الحقيقي للنصر و الفتح بعدم الوصول فقط إلى السلطة و الحكم و لكن بإنتصار القيم و المثل ... قوله (ع) : "و من لم يلحق بنا لم يبلغ الفتح"
· التأكيد على الأجر و الثواب و الدرجات العليا
· التأكيد على أن صراعه مع القوم ليس إلا جولة واحدة من الصراع مع الأموين ، لأن الحسين كخط ، و كإمامة سيكون له إمتداد حقيقي في حركة التاريخ .. و هو ما عبّر عنه (ع) بقوله "لا و الله لا يدع أحداً منهم إلا انتقم لي منه ، قتلة بقتله و ضربة بضربة و انه ينتصر لي و لأهل بيتي و أشياعي"

تم بحمد الله و منّه ..
السلام على من طهّره الجليل
السلام على من إفتخر به جبرئيل
السلام على من ناغاه في المهد ميكائيل
(من زيارة الناحية المقدسة)
..
الفاتحة على روح الشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)
و على روح المرحوم الحاج غلوم حسين أحمد (رحمه الله)
و على روح المرحوم الحاج حسن حسين الخواجة (رحمه الله)
.،.
و الله الموفق
الصورة لـarthome121
.
.
.
أحمد

الجمعة، 23 يناير 2009

3- دور الضمير و الإرادة في الثورة

بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة في كتاب - ثورة الإمام الحسين (ع)
للشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)
3- دور الضمير و الإرادة في الثورة


o إن السبب في عدم سقوط حكومة يزيد بن معاوية لم يكن في ثورة الإمام الحسين (ع) ، و لكن كان بسبب الأوضاع الروحية و النفسية للأمة من موت ضمير و فقدان للإرادة.

o أولاً : دور الضمير :
· الضمير هو الوجدان و هو الجانب الروحي الذي خلقه الله تعالى في الإنسان.
· دوره هو دور الطاقة التي تدفع الإنسان بالإتجاه الصحيح و دور الإحساس و الشعور بالمسؤولية و التفاعل مع الأحداث من خلال الحق و العدل.

o ثانياً : دور الإرادة :
· هي الصفة و القوة التي أودعها الله الإنسان التي يمكن من خلالها العفل و إختيار السلوك و المنهج في هذه الحياة
· (و هديناه النجدين فلا اقتحم العقبة و ما أدراك ما العقبة) البلد
· الإرادة هي التي تمنع الإنسان من السقوط في مستنقع الشهوات.
· فعن الإمام الصادق (ع) "من ملك نفسه إذا رغب و إذا رهب و إذا اشتهى و إذا غضب و إذا رضي ، حرّم الله جسده على النار"

o أسباب موت الضمير في الأمة :
1. إنهيار القاعدة الأخلاقية : نقض العهود و المواثيق التي أخذها الله على الإنسان، و تؤدي إلى مرض قسوة القلب و التخلف عن طاعة الله. و من اهم القضايا التي لها تأثير كبير في موضوع مرض القلب –
· الجهاد في سبيل الله و التضحية بالنفس
· بذل الأموال و الإنفاق في سبيل الله
· الطاعة لولي الأمر في الأوامر التي يصدرها لإدارة الأمة

2. حب الدنيا : الإنغماس في شهواتها و لذاتها و الحرص ، فكما قال رسول الله (حب الدنيا رأس كل خطيئة) . و قد عالج القرآن الكريم هذا المرض بـ:
· إثارة عوامل التقوى و الورع
· التعويض عن التضحية بثواب الآخرة
· التقويم الصحيح للدار الدنيا (و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)

o أسباب فقدان الإرادة :
1. القمع و الإرهاب المادي : الشعور بالخوف و الضعف في مقابل الطغاة ، و علاجها يكون بالصبر و الصمود و الإستمرار في المقاومة . في قوله تعالى (قال موسى لقومه استعينوا بالله و اصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين)

2. الجهل أو الإختلاف : عدم وضوح الحقيقة و فقدان الرؤية الصحيحة بسبب تضليل الإعلام أو بسبب إنخفاض وعي الأمة.
3. اليأس و القنوط: الإحساس بعدم القدرة في الوصول إلى الهدف.
4. الإغراء و شراء الضمائر : و هو يقوم بتحريك نوازع النفس البشرية و شهواتها و ميولها بشراء ضمائرها بمغريات الدنيا ، من زيادة في الرواتب و تقديم الجوائز الكبيرة.

o مظاهر موت الضمير في ثورة الحسين (ع) :
1. الجانب الإنساني : من قطع الماء عن الحسين و أهل بيته (ع) و صور قتله و قتل اصحابه (سلام الله عليهم) من الوحشية و عدم الرأفة و الرحمة و حتى قتل الأطفال.
2. الجانب الأخلاقي : نقض العهود و المواثيق التي أرسلها زعماء الكوفة إلى الحسين (ع) من شبث بن ربعي و حجار بن أبجر و غيرهم .
3. الجانب السياسي : يمثل الخطاب السياسي ليزيد و بن زياد من شراء الضمائر و إغراء الأمة بالمناصب ، مثل قول بن زياد (و هذا إبنه يزيد يكرم العباد و يغنيهم بالأموال ، و قد زادكم في أرزاقكم مائة مائة و أمرني أن أوفرها عليكم و أخرجكم إلى حرب الحسين.... )
4. الجانب العسكري : قتل النساء (أم وهب) و الأطفال(الرضيع) و الأسرى و الشيوخ (أنس الكاهلي)و القراء (برير بن خضير) و أصحاب الفضل ، مع سبق المعرفة و بهم .

o مضاهر فقدان الإرادة في ثورة الحسين (ع) :
1. على مستوى الأمة -
· موقف أهل الكوفة من بيعة الحسين (ع) و كيف ان ارسلوا اليه الكتب في بادئ الأمر و بعدها نقضوا المواثيق إما خوفاً من بن زياد و جيشه و إما طمعاً بالمناصب.
· موقف أصحاب الحر و كيف انهم بعد أن صلوا وراء الإمام و سمعوا خطبته ، لم يملكوا إرادتهم في نصرته و عدم مقاتلته مع وضوح الموقف لديهم.
· موقف جيش بن زياد و القبائل من قتل الحسين ، فبعد الجرائم الوحشية التي ارتكبوها ، و كيف انهم أغلبهم ترددوا عن جريمة قتل الحسين في نهاية يوم عاشوراء .

2. على مستوى القادة -
· عمر بن سعد : و كيف كان يتردد عن قتال الحسين و لم يكن يملك إرادته التي إشتراها بن زياد بثمن بخس و هو حكم الري .
· شبث بن ربعي : فقد كان من أصحاب الإمام علي (ع) و كان من من أرسل الكتب إلى الإمام الحسين (ع)، حتى أنه كان يحاول التهرّب من الخروج إلى حرب الحسين.عبدالله بن الحر الجعفي : الذي كان يعلم بأحقية الحسين (ع) و لكنه كان يخاف من الموت ، و فضّل ان يقدّم فرسه للحسين (ع) على خروجه بنفسه و الجهاد بين يدي أبي عبدالله (ع) .
يتبع ..
.،.
و الله الموفق
الصورة لـ
bidemajnon

الجمعة، 16 يناير 2009

2- المسؤولية و شروط تحقيق الهدف

بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة في كتاب - ثورة الإمام الحسين (ع)
للشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)

2- المسؤولية و شروط تحقيق الهدف
o شروط الثورة الناجحة و كيفية توافر كل شرط في نهضة الحسين (ع) :
1- الشرط الإلهي للثورة:
·أن تكون الثورة مرتبطة بالله سبحانه
·عندما ترتبط اي حركة بالله عزوجل ؛ فستشمل هذه الحركة ابعاد لا محدودة ، تشمل عالم الدنيا و الآخرة ، فكل حركة سيكون لها طعم آخر لإرتبطاها لله.
. مثال : الألم ان كان في وجه الله ، سيكون له طعم آخر و سيكون هناك القدرة على تحمل الألم في سبيل الخلاص من آلام الآخرة
· نهضة الإمام الحسين (ع) : قوله عليه السلام في وصيته إلى أخيه محمد بن الحنفية (أريد أن آمر بالمعروف و أنهى عن المنكر و أسير بسيرة جدي .... فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ...) ، فثورته كانت للدفاع عن مفاهيم الإسلام التي نصها الله تعالى و امر بها .

2- الشرط الإنساني للثورة :
· أن تكون مهتمة بكل المعاني التي فطر الله عليها الإنسان.
- مقارعة الظلم و الدعوة للعدل
- كرامة الإنسان و عزته و حريته
· نهضة الإمام الحسين (ع) : فهو (ع) كان يؤكد على قضية رفض الظلم ، و من الشواهد على هذا الكلام قوله (ولا أرى الموت إلا سعادة و الحياة مع الظالمين إلا برما) بالإضافة إلى خطابه عند لقائه الحر (أيها الناس إن رسول الله قال : من رأى سلطاناً جائرأً ... فلم يغير عليه بفعل أو قول ، كان حقاً على الله أن يدخله مدخله)

3- الشرط العلمي للثورة :
· أن يكون وراء هذه الحركة عقل يخطط لها تخطيطاً علمياً دقيقاً ، إلا فستكون هذه الثورة مجرد إنفعالات عاطفية و من الممكن ان تتحول إلى فوضى إجتماعية .
· فهناك إختلاف بين :
أ- الشهادة إن كانت في المبادرة (كما كانت في نهضة الإمام الحسين)
ب- الشهادة في حالة ردة الفعل (كحال الكثير من الشهداء في أي هجوم عسكري من دون تخطيط)
· نهضة الإمام الحسين: موقفه من البيعة ، ذهابه إلى مكة و بقائه فيها حتى يوم التروية ، إرساله لمسلم بن عقيل إلى الكوفة ، الرسائل و الكتب ، اصطحابه لنسائه و عياله إلى كربلاء ... كلها كانت بتخطيط دقيق.

4- الشرط العاطفي للثورة :
· فالثورة تحتاج إلى جانب وجداني يحركها و تثير كوامن الحب و المشاعر في نفس الجماهير بإتجاه القضية.
· و الجانب الوجداني و العاطفي يمثل وقود الحركة أو الثورة لإستمراريتها .
· نهضة الإمام الحسين (ع) : بذل الحسين لجميع ما يملك في سبيل الله ، و بالطريقة الوحشية التي قام بها جيش بني أمية ، كل هذا حرك مشاعر و وجدان الأمة على الحسين فترى ذكراه في كل عام مع دموع الموالين و حتى غير المسلمين.

5- الشرط الجماهيري للثورة :
· أن يكون للثورة قاعدة واسعة من الأمة تتفاعل معها و تؤمن بمفاهيمها و شعاراتها و أهدافها.
· فالهدف الحقيقي في أي ثورة هو عملية لتغيير واقع الأمة إما اجتماعيا ، دينياً أو سياسياً
· نهضة الإمام الحسين (ع) : كتب أهل الكوفة كانت تمثل هذا البعد الجماهيري للنهضة الحسينية و الثورات التي انبثقت من الكوفة كلها تدل على البعد الجماهيري الذي اكتسبته نهضة الإمام الحسين (ع) .

o ثورة الإمام الحسين كانت تتحرك بإتجاه خطين واضحين :
· الخط الظاهري المعلن : و هو الإطاحة بحكم يزيد الفاجر
. الخط الواقعي : الذي كان يهدف إلى إصلاح الأمة و معالجتها من الأمراض من فقدان الضمير و فقدان الإرادة .

يتبع ..
.،.
و الله الموفق

الصورة لـNavidesign

الأربعاء، 14 يناير 2009

قراءة في كتاب - ثورة الإمام الحسين (ع) .1.

بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة في كتاب - ثورة الإمام الحسين (ع)
للشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)
1- هزة ضمير و حياة رسالة

o تتناول الكثير من النظريات تفسير ثورة الإمام الحسين ؛ و الكثير منها لا يتسم بالمصداقية.

o و من هذه النظريات :

1- ثورة الإمام الحسين (ع) صراع قبلي:
· يتناول هذا التفسير ثورة الإمام الحسين على أنها صراع قبائلي بين قبيلتي هاشم و أمية .
· و لكن الحقائق التاريخية ترفض هذا التفسير لان ثورة الحسين كانت تشمل جون العبد ، و حبيب السيد العربي ، و من كانوا أعداء الحسين في السابق مثل الحر و زهير الذي كان عثمانياً .
· و قد كان الأعداء يستخدمون هذا التفسير لتشويه الحقيقة مثل ما فعل صدام و فسر الحرب الإيرانية العراقية على إنها حرب قومية بين العرب المسلمين و العجم المجوس.

2- ثورة الإمام الحسين (ع) صراع على السلطة:
· يتناول هذا التفسير قول بأن الحسين بما أنه إمام معصوم مفروض الطاعة فهو أحق بالخلافة و الحكم من غيره.
· و لكن الحسين لم يكن هدفه من وراء الثورة الوصول للحكم لأنه كان أعلم بالنتائج و يعلم بأنه لن يتمكن من الوصول للحكم لطبيعة الظروف السياسية و النفسية و الإجتماعية للأمة.
· و الحسين (ع) كان يعلم بأنه سوف يقتل ، فلم يخطر بباله بأنه سيصل إلى الحكم فكما قال (ع) : "و كأني بأوصالي هذه تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس و كربلاء"

3- ثورة الإمام الحسين (ع) كانت بعامل أخلاقي:
· ينطلق هذا التفسير من باب بأن الحسين (ع) إنسان يأبي الضيم و إنه إنساناً شريفاً لا يمكن ان يخضع لإنسان وضيع مثل يزيد، فثورته مسألة أخلاق و عزة و كرامة.
· و لكن الحسين (ع) كإمام لا ينطلق في حركة من باب المشاعر الخاصة ، و لذا فقد يفرض على الإمام أحياناً أن يقف موقف التنازل من أجل مصلحة الأمة كما وقف الإمام الحسن (ع) في الصلح و الهدنة مع معاوية.
· فإذا كانت ثورة الإمام الحسين (ع) من بعامل أخلاقي ، فسيكون هناك تسائل عن سبب سكوت الإمام الحسن و قبوله بالضيم و العار في صلحه مع معاوية ؟
· و قول الإمام الحسين (ع) : "الموت أولى من ركوب العار و العار أولى من دخول النار".

4- ثورة الإمام الحسين (ع) قضية غيبية :
· تقول هذه النظرية بأن الحسين إمام معصوم و أن الله عزوجل كتب عليه القتل و أن يموت بكربلاء بهذه الطريقة المأساوية منذ أن خلق الخلق.
· و بأن الإنسان العادي لا يمكن ان يعرف حكمة من هذه القضية ، فهي سر من أسرار الغيب.
· و الصحيح هو بأن الله عزوجل جعل الأئمة قدوة لنا كما ورد على لسان رسول الله (ص) : "الحسين مصباح الهدى و سفينة النجاة"
· فيراد بهذه النهضة أن يقتدي بها الناس و يتأسى بها .
· قضية الإمام (إطروحة إلهية) و أراد بها من المؤمنين الإقتداء و السير في خطاها.

o أما عن أسباب ثورة الحسين (ع) الصحيحة ،، فهي تكون في 3 نقاط:
1- تحويل الموقف النظري إلى موقف عملي:
· فالكثير من الناس كان يعرف ان يزيد فاسق فاجر ، و الكثير يعرف بأن الحسين هو الأحق بالإمامة و هو بن بنت رسول الله (ص) ، و لكن لم يتحرك أحد و يبدأ بالموقف العملي.

2- هز ضمير الأمة و تحرير إرادتها:
· تحويل الإدراك العقلي إلى إدراك وجداني
· لا يكون إلا من خلال إيقاظ ضمائر الناس و هز وجدانهم.
· فالحسين وضع هذه الملحمة التاريخية أمام الناس ليحرك ضمائر الناس و يهز وجدانهم أمام الحقائق .
· و قد تحقق هذا الهدف بثورة التوابين و غيرها من الثورات اللاتي كانت بسبب إدراك الناس لواعية الحسين.

3- لإسلام باقي بتضحيات الحسين :
· المحافظة على مفاهيم الدين الإسلامي (عقيدة) و (كياناً ) و (أمة إسلامية) ، فقد كان مهدداً للضياع و التحريف من أفعال يزيد.
· إن دم الإمام الحسين الطاهر حقق الوعد الإلهي في (إنا أنزلنا الذكر و إنّا له لحافظون)

يتبع ..
.،.
و الله الموفق

الصورة لـISLAMIC_SHIA_artists

الأحد، 4 يناير 2009

طواف الحسين (ع)

بسم الله الرحمن الرحيم
طواف الحسين (ع)

على مر العصور ، كانت البشرية بحاجة إلى من يوقظها من سباتها العميق و ينتشلها من الجهل. و قد عُرٍف العظماء بأدوارهم التي يقومون بها في سبيل هذه الغاية ، الا و هي تحرير البشرية من أغلال الجهل و السيّر بها نحو دروب الكمال.

في العام60 للهجرة ، كان الحجيج ما يزالون بانتظار يوم عرفة و لكنهم و في ليلة التروية ، واجهوا صدمة قوية برؤية الحسين (ع) يقوم بأعمال العمرة المفردة و يغادر مكة المكرمة متجهاً إلى جهة العراق ليعلن للعالم الإسلامي نهاية عصر السكوت و الخوف و يعلن بداية نهضة مصيرية على واقع المجتمع الإسلامي بمقولته الخالدة ( إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي.. )

إن الإتجاه الذي سلكه الإمام الحسين (ع) كان منعطفاً مصيرياً و حاسماً في التاريخ الإسلامي أحيى ضمير الأمة و حرّر إرادتها المسلوبة آنذاك.

فمن مظاهر موت الضمير الإنساني قطع الماء عن مخيم الحسين (ع) و بشاعة قتله هو و أصحابه ، بالإضافة إلى التردي الأخلاقي و نقض العهود و المواثيق التي عهدوها و عقدوها زعماء الكوفة للحسين (ع) و منهم شبث بن ربعي و حجار بن أبجر.

أما إرادة الأمة الإسلامية آنذاك فقد كانت مسلوبة بإستخدام الدينار و المجوهرات و "العسل"* التي من خلالها أعميت القلوب لترتكب هذه الجريمة في حق ريحانة رسول الله (ص) أو كما

فكما قال الدكتور علي شريعتي** ( و قد صنع – الحسين- عاشوراء من الكرامة المجروحة التي تحن إيلى الأنين و لكنها تأبى و تستحي ، و من الوداعة المفروضة على الوجوه التي تكتم في داخلها رياح التمرّد و الثورة ، صنع منها : "شهيداً يتحرك و يخطو على الأرض")

ترك الحسين (ع) الكعبة ورائه و اتجه إلى طواف من نوع آخر ، طوافٌ حول أجساده صحبه و أهل بيته ، حتى أضحى جسده الشريف كعبة للعشاق في شتى بقاع العالم و لتبقى تضحياته و عطائه يوم الطف نبراساً يضيء للأمة الإسلامية طريقها المظلم بين طرقات و دهاليز الزمان.

.،.
و الله الموفق


* " إن لله جنود من عسل" معاوية
** كاتب و مفكر إيراني

الصورة للمبدع NAVIDRAHIMIRAD

السبت، 3 يناير 2009

في ذكراك يا عباس

بسم الله الرحمن الرحيم
في ذكراك يا (عباس)

في عاشوراء من كل عام ، نرى الآلاف من البشر يدأبون على إحياء ليالي عاشوراء ، من مشاركة في العزاء والشعائر الحسينية ، و الإستفادة من قيم الحسين (ع) و حتى خدمة زوار الحسين و معزينه (ع) ..

و كم هي عذبة خدمة سيد الشهداء إما بالإطعام أو نقل المجالس على الفضائيات و حتى يتنظيم حركة السير و المرور في الحسينيات المختلفة ..

هذه الخدمة الحسينية هي شرف لأصحابها و هي التي ترفعهم إلى مراتب الأحرار و تلحقهم بركب الحسين

كل ما تقع عيني على مظهر شاب يخدم الحسين و يشتغل في الإطعام أشعر بحزن شديد .. و بخصوصاً في يوم السابع من المحرم ، فمعه تأتي ذكرى حزينة على قلبي و قلوب أغلب الأصدقاء .. فهو اليوم الذي فقدنا فيه أحد الشباب المخلصين و أحد خدمة الحسين (ع) .

عامان مضيا على رحيل الصديق العزيز خادم الحسين (ع)

الحاج عباس أشكناني (رحمه الله)

رحل بعد أن أدّى شرف خدمة الحسين (ع) في أحد الحسينيات و بعد حادث مؤلم إرتحل إلى ربه طاهراً نقياً و التحق بركب الحسين و أبا الفضل (ع)

في الفردوس الأعلى إن شاءالله يا عباس .. و لا تنسانا يوم الحساب
.،.
أخوك الصغير
أحمد

و الله الموفق