الاثنين، 26 يناير 2009

4- إيقاظ الأمة و تحرير إرادتها

بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة في كتاب - ثورة الإمام الحسين (ع)
للشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)
4- إيقاظ الأمة و تحرير إرادتها


o كان لنهضة الإمام الحسين دوراً كبير في إيقاظ الأمة و منها على سبيل المثال :
1. ثورة المدينة على يزيد بعد عام من إستشهاد أبي عبدالله و طرد الأموين منها .
2. في السنة الثانية تثور مكة على حكم يزيد حتى يقوم اللعين برشق الكعبة بالمنجنيق
3. ثورة التوابين في الكوفة و شعارها (يا لثارات الحسين
)
4. ثورة المختار في الثأر من قتلة الحسين و تصفيتهم واحداً واحد.


o وسائل علاج موت الضمير التي قامت بها نهضة الحسين (ع) :
1.علاج (إنهيار القاعدة الأخلاقية) :

· تأكيد الحسين في مجمل تحركاته بالجانب الأخلاقي:
· إلتزامه بالعهود من أصحابه و أعدائه في الوقت نفسه مع علمه بإنقلاب الكثير
· عدم إستخدامه طريقة المناورة النفاقية في الرد على يزيد مثلما فعل قبله بن الزبير و بن عمر و الكثير من الذين تهربوا من بيعة يزيد ، بل لبّى دعوة والي المدينة و بيّن رفضه التام لحكومة يزيد بكل شجاعة.
· لم يتحرك من مكة إلى العراق إلا بعد أن إستلم عقود و مواثيق البيعة من أهلها.
· صراحته مع أصحابه الذين كانوا معه بالطريق و لو أدى الى تفرق الكثير منهم قبل الوصول إلى كربلاء.
· سقيه لجيش الحر بن يزيد الرياحي الماء
· عدم فتك مسلم بن عقيل بعبيد الله بن زياد في الكوفة
· عدم بدأ الحسين بالقتال
·كل هذه الأمور و غيرها تمثل دروساً في الأخلاق مثلها الحسين (ع) في نهضته الخالدة.


2.علاج ( حب الدنيا ) :
· تأكيده (ع) على حتمية الموت بقوله (خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة)
·إعطاء الشعارات التي تزهد بالدنيا مثل (لا أرى الموت إلا سعادة و الحياة مع الظالمين إلا برما)
· و تجسيده و اصحابه (عليهم السلام) قمة آيات التنازل عن الدنيا و ملذاتها في وقوفهم في وجه المناصب و المغريات التي وضعها بني أمية محاولة منهم لشراء ضمائرهم (ع) ... و غيرها من الأمثلة الكثيرة في خطاباته (ع) لأهل الكوفة .


o وسائل علاج فقدان الإرادة التي قامت بها نهضة الحسين (ع) :
1.علاج (الإرهاب و القمع) :

· بصبره و صموده في وجه أعداء الله و إستعانته (ع) التامة بالله تعالى .
· خطابه في مكة : (و ما أولهني إلى أسلافي إشتياق يعقوب إلى يوسف و خير لي مصرع أنا لاقيه ....... رضا الله رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه و يوفينا أجور الصابرين.... )
· خطبته في عاشوراء قبيل القتال : ( إن الله تعالى أذن في قتلكم و قتلي في هذا اليوم فعليكم بالصبر و القتال
)
· و لم يتزعزع او يتردد و هو يرى أصحابه و أهل بيته يسقطون واحداً تلو الآخر (هوّن ما نزل بي أنه بعين الله تعالى)


2.علاج (الجهل و التضليل الإعلامي) :
· قيامه (ع) بعمل إعلامي للتعريف بأهدافه.
· وصيته عند خروجه (إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي ... )
· رسائله إلى الشخصيات الإسلامية و توضيحه لموقفه (ع)
· تعريفه بنفسه عند كل خطاب و تذكير الناس بمنزلته (ع) و أخيه من رسول الله.


3.علاج (الإغراء و شراء الضمائر) :
·التأكيد على إثارة كوامن الفطرة الإنسانية في الحرية و العزة .. الخ
·إستدرار المشاعر الإنسانية نحو قضايا الأطفال و النساء و الجوع و العطش..
·تحذيره من نزول النقم الإلهي من خلال بعض الكرامات منه (ع) في عاشوراء.


4.علاج (اليأس و القنوط) :
· توضيح المعنى الحقيقي للنصر و الفتح بعدم الوصول فقط إلى السلطة و الحكم و لكن بإنتصار القيم و المثل ... قوله (ع) : "و من لم يلحق بنا لم يبلغ الفتح"
· التأكيد على الأجر و الثواب و الدرجات العليا
· التأكيد على أن صراعه مع القوم ليس إلا جولة واحدة من الصراع مع الأموين ، لأن الحسين كخط ، و كإمامة سيكون له إمتداد حقيقي في حركة التاريخ .. و هو ما عبّر عنه (ع) بقوله "لا و الله لا يدع أحداً منهم إلا انتقم لي منه ، قتلة بقتله و ضربة بضربة و انه ينتصر لي و لأهل بيتي و أشياعي"

تم بحمد الله و منّه ..
السلام على من طهّره الجليل
السلام على من إفتخر به جبرئيل
السلام على من ناغاه في المهد ميكائيل
(من زيارة الناحية المقدسة)
..
الفاتحة على روح الشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)
و على روح المرحوم الحاج غلوم حسين أحمد (رحمه الله)
و على روح المرحوم الحاج حسن حسين الخواجة (رحمه الله)
.،.
و الله الموفق
الصورة لـarthome121
.
.
.
أحمد

الجمعة، 23 يناير 2009

3- دور الضمير و الإرادة في الثورة

بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة في كتاب - ثورة الإمام الحسين (ع)
للشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)
3- دور الضمير و الإرادة في الثورة


o إن السبب في عدم سقوط حكومة يزيد بن معاوية لم يكن في ثورة الإمام الحسين (ع) ، و لكن كان بسبب الأوضاع الروحية و النفسية للأمة من موت ضمير و فقدان للإرادة.

o أولاً : دور الضمير :
· الضمير هو الوجدان و هو الجانب الروحي الذي خلقه الله تعالى في الإنسان.
· دوره هو دور الطاقة التي تدفع الإنسان بالإتجاه الصحيح و دور الإحساس و الشعور بالمسؤولية و التفاعل مع الأحداث من خلال الحق و العدل.

o ثانياً : دور الإرادة :
· هي الصفة و القوة التي أودعها الله الإنسان التي يمكن من خلالها العفل و إختيار السلوك و المنهج في هذه الحياة
· (و هديناه النجدين فلا اقتحم العقبة و ما أدراك ما العقبة) البلد
· الإرادة هي التي تمنع الإنسان من السقوط في مستنقع الشهوات.
· فعن الإمام الصادق (ع) "من ملك نفسه إذا رغب و إذا رهب و إذا اشتهى و إذا غضب و إذا رضي ، حرّم الله جسده على النار"

o أسباب موت الضمير في الأمة :
1. إنهيار القاعدة الأخلاقية : نقض العهود و المواثيق التي أخذها الله على الإنسان، و تؤدي إلى مرض قسوة القلب و التخلف عن طاعة الله. و من اهم القضايا التي لها تأثير كبير في موضوع مرض القلب –
· الجهاد في سبيل الله و التضحية بالنفس
· بذل الأموال و الإنفاق في سبيل الله
· الطاعة لولي الأمر في الأوامر التي يصدرها لإدارة الأمة

2. حب الدنيا : الإنغماس في شهواتها و لذاتها و الحرص ، فكما قال رسول الله (حب الدنيا رأس كل خطيئة) . و قد عالج القرآن الكريم هذا المرض بـ:
· إثارة عوامل التقوى و الورع
· التعويض عن التضحية بثواب الآخرة
· التقويم الصحيح للدار الدنيا (و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)

o أسباب فقدان الإرادة :
1. القمع و الإرهاب المادي : الشعور بالخوف و الضعف في مقابل الطغاة ، و علاجها يكون بالصبر و الصمود و الإستمرار في المقاومة . في قوله تعالى (قال موسى لقومه استعينوا بالله و اصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين)

2. الجهل أو الإختلاف : عدم وضوح الحقيقة و فقدان الرؤية الصحيحة بسبب تضليل الإعلام أو بسبب إنخفاض وعي الأمة.
3. اليأس و القنوط: الإحساس بعدم القدرة في الوصول إلى الهدف.
4. الإغراء و شراء الضمائر : و هو يقوم بتحريك نوازع النفس البشرية و شهواتها و ميولها بشراء ضمائرها بمغريات الدنيا ، من زيادة في الرواتب و تقديم الجوائز الكبيرة.

o مظاهر موت الضمير في ثورة الحسين (ع) :
1. الجانب الإنساني : من قطع الماء عن الحسين و أهل بيته (ع) و صور قتله و قتل اصحابه (سلام الله عليهم) من الوحشية و عدم الرأفة و الرحمة و حتى قتل الأطفال.
2. الجانب الأخلاقي : نقض العهود و المواثيق التي أرسلها زعماء الكوفة إلى الحسين (ع) من شبث بن ربعي و حجار بن أبجر و غيرهم .
3. الجانب السياسي : يمثل الخطاب السياسي ليزيد و بن زياد من شراء الضمائر و إغراء الأمة بالمناصب ، مثل قول بن زياد (و هذا إبنه يزيد يكرم العباد و يغنيهم بالأموال ، و قد زادكم في أرزاقكم مائة مائة و أمرني أن أوفرها عليكم و أخرجكم إلى حرب الحسين.... )
4. الجانب العسكري : قتل النساء (أم وهب) و الأطفال(الرضيع) و الأسرى و الشيوخ (أنس الكاهلي)و القراء (برير بن خضير) و أصحاب الفضل ، مع سبق المعرفة و بهم .

o مضاهر فقدان الإرادة في ثورة الحسين (ع) :
1. على مستوى الأمة -
· موقف أهل الكوفة من بيعة الحسين (ع) و كيف ان ارسلوا اليه الكتب في بادئ الأمر و بعدها نقضوا المواثيق إما خوفاً من بن زياد و جيشه و إما طمعاً بالمناصب.
· موقف أصحاب الحر و كيف انهم بعد أن صلوا وراء الإمام و سمعوا خطبته ، لم يملكوا إرادتهم في نصرته و عدم مقاتلته مع وضوح الموقف لديهم.
· موقف جيش بن زياد و القبائل من قتل الحسين ، فبعد الجرائم الوحشية التي ارتكبوها ، و كيف انهم أغلبهم ترددوا عن جريمة قتل الحسين في نهاية يوم عاشوراء .

2. على مستوى القادة -
· عمر بن سعد : و كيف كان يتردد عن قتال الحسين و لم يكن يملك إرادته التي إشتراها بن زياد بثمن بخس و هو حكم الري .
· شبث بن ربعي : فقد كان من أصحاب الإمام علي (ع) و كان من من أرسل الكتب إلى الإمام الحسين (ع)، حتى أنه كان يحاول التهرّب من الخروج إلى حرب الحسين.عبدالله بن الحر الجعفي : الذي كان يعلم بأحقية الحسين (ع) و لكنه كان يخاف من الموت ، و فضّل ان يقدّم فرسه للحسين (ع) على خروجه بنفسه و الجهاد بين يدي أبي عبدالله (ع) .
يتبع ..
.،.
و الله الموفق
الصورة لـ
bidemajnon

الجمعة، 16 يناير 2009

2- المسؤولية و شروط تحقيق الهدف

بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة في كتاب - ثورة الإمام الحسين (ع)
للشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)

2- المسؤولية و شروط تحقيق الهدف
o شروط الثورة الناجحة و كيفية توافر كل شرط في نهضة الحسين (ع) :
1- الشرط الإلهي للثورة:
·أن تكون الثورة مرتبطة بالله سبحانه
·عندما ترتبط اي حركة بالله عزوجل ؛ فستشمل هذه الحركة ابعاد لا محدودة ، تشمل عالم الدنيا و الآخرة ، فكل حركة سيكون لها طعم آخر لإرتبطاها لله.
. مثال : الألم ان كان في وجه الله ، سيكون له طعم آخر و سيكون هناك القدرة على تحمل الألم في سبيل الخلاص من آلام الآخرة
· نهضة الإمام الحسين (ع) : قوله عليه السلام في وصيته إلى أخيه محمد بن الحنفية (أريد أن آمر بالمعروف و أنهى عن المنكر و أسير بسيرة جدي .... فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ...) ، فثورته كانت للدفاع عن مفاهيم الإسلام التي نصها الله تعالى و امر بها .

2- الشرط الإنساني للثورة :
· أن تكون مهتمة بكل المعاني التي فطر الله عليها الإنسان.
- مقارعة الظلم و الدعوة للعدل
- كرامة الإنسان و عزته و حريته
· نهضة الإمام الحسين (ع) : فهو (ع) كان يؤكد على قضية رفض الظلم ، و من الشواهد على هذا الكلام قوله (ولا أرى الموت إلا سعادة و الحياة مع الظالمين إلا برما) بالإضافة إلى خطابه عند لقائه الحر (أيها الناس إن رسول الله قال : من رأى سلطاناً جائرأً ... فلم يغير عليه بفعل أو قول ، كان حقاً على الله أن يدخله مدخله)

3- الشرط العلمي للثورة :
· أن يكون وراء هذه الحركة عقل يخطط لها تخطيطاً علمياً دقيقاً ، إلا فستكون هذه الثورة مجرد إنفعالات عاطفية و من الممكن ان تتحول إلى فوضى إجتماعية .
· فهناك إختلاف بين :
أ- الشهادة إن كانت في المبادرة (كما كانت في نهضة الإمام الحسين)
ب- الشهادة في حالة ردة الفعل (كحال الكثير من الشهداء في أي هجوم عسكري من دون تخطيط)
· نهضة الإمام الحسين: موقفه من البيعة ، ذهابه إلى مكة و بقائه فيها حتى يوم التروية ، إرساله لمسلم بن عقيل إلى الكوفة ، الرسائل و الكتب ، اصطحابه لنسائه و عياله إلى كربلاء ... كلها كانت بتخطيط دقيق.

4- الشرط العاطفي للثورة :
· فالثورة تحتاج إلى جانب وجداني يحركها و تثير كوامن الحب و المشاعر في نفس الجماهير بإتجاه القضية.
· و الجانب الوجداني و العاطفي يمثل وقود الحركة أو الثورة لإستمراريتها .
· نهضة الإمام الحسين (ع) : بذل الحسين لجميع ما يملك في سبيل الله ، و بالطريقة الوحشية التي قام بها جيش بني أمية ، كل هذا حرك مشاعر و وجدان الأمة على الحسين فترى ذكراه في كل عام مع دموع الموالين و حتى غير المسلمين.

5- الشرط الجماهيري للثورة :
· أن يكون للثورة قاعدة واسعة من الأمة تتفاعل معها و تؤمن بمفاهيمها و شعاراتها و أهدافها.
· فالهدف الحقيقي في أي ثورة هو عملية لتغيير واقع الأمة إما اجتماعيا ، دينياً أو سياسياً
· نهضة الإمام الحسين (ع) : كتب أهل الكوفة كانت تمثل هذا البعد الجماهيري للنهضة الحسينية و الثورات التي انبثقت من الكوفة كلها تدل على البعد الجماهيري الذي اكتسبته نهضة الإمام الحسين (ع) .

o ثورة الإمام الحسين كانت تتحرك بإتجاه خطين واضحين :
· الخط الظاهري المعلن : و هو الإطاحة بحكم يزيد الفاجر
. الخط الواقعي : الذي كان يهدف إلى إصلاح الأمة و معالجتها من الأمراض من فقدان الضمير و فقدان الإرادة .

يتبع ..
.،.
و الله الموفق

الصورة لـNavidesign

الأربعاء، 14 يناير 2009

قراءة في كتاب - ثورة الإمام الحسين (ع) .1.

بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة في كتاب - ثورة الإمام الحسين (ع)
للشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)
1- هزة ضمير و حياة رسالة

o تتناول الكثير من النظريات تفسير ثورة الإمام الحسين ؛ و الكثير منها لا يتسم بالمصداقية.

o و من هذه النظريات :

1- ثورة الإمام الحسين (ع) صراع قبلي:
· يتناول هذا التفسير ثورة الإمام الحسين على أنها صراع قبائلي بين قبيلتي هاشم و أمية .
· و لكن الحقائق التاريخية ترفض هذا التفسير لان ثورة الحسين كانت تشمل جون العبد ، و حبيب السيد العربي ، و من كانوا أعداء الحسين في السابق مثل الحر و زهير الذي كان عثمانياً .
· و قد كان الأعداء يستخدمون هذا التفسير لتشويه الحقيقة مثل ما فعل صدام و فسر الحرب الإيرانية العراقية على إنها حرب قومية بين العرب المسلمين و العجم المجوس.

2- ثورة الإمام الحسين (ع) صراع على السلطة:
· يتناول هذا التفسير قول بأن الحسين بما أنه إمام معصوم مفروض الطاعة فهو أحق بالخلافة و الحكم من غيره.
· و لكن الحسين لم يكن هدفه من وراء الثورة الوصول للحكم لأنه كان أعلم بالنتائج و يعلم بأنه لن يتمكن من الوصول للحكم لطبيعة الظروف السياسية و النفسية و الإجتماعية للأمة.
· و الحسين (ع) كان يعلم بأنه سوف يقتل ، فلم يخطر بباله بأنه سيصل إلى الحكم فكما قال (ع) : "و كأني بأوصالي هذه تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس و كربلاء"

3- ثورة الإمام الحسين (ع) كانت بعامل أخلاقي:
· ينطلق هذا التفسير من باب بأن الحسين (ع) إنسان يأبي الضيم و إنه إنساناً شريفاً لا يمكن ان يخضع لإنسان وضيع مثل يزيد، فثورته مسألة أخلاق و عزة و كرامة.
· و لكن الحسين (ع) كإمام لا ينطلق في حركة من باب المشاعر الخاصة ، و لذا فقد يفرض على الإمام أحياناً أن يقف موقف التنازل من أجل مصلحة الأمة كما وقف الإمام الحسن (ع) في الصلح و الهدنة مع معاوية.
· فإذا كانت ثورة الإمام الحسين (ع) من بعامل أخلاقي ، فسيكون هناك تسائل عن سبب سكوت الإمام الحسن و قبوله بالضيم و العار في صلحه مع معاوية ؟
· و قول الإمام الحسين (ع) : "الموت أولى من ركوب العار و العار أولى من دخول النار".

4- ثورة الإمام الحسين (ع) قضية غيبية :
· تقول هذه النظرية بأن الحسين إمام معصوم و أن الله عزوجل كتب عليه القتل و أن يموت بكربلاء بهذه الطريقة المأساوية منذ أن خلق الخلق.
· و بأن الإنسان العادي لا يمكن ان يعرف حكمة من هذه القضية ، فهي سر من أسرار الغيب.
· و الصحيح هو بأن الله عزوجل جعل الأئمة قدوة لنا كما ورد على لسان رسول الله (ص) : "الحسين مصباح الهدى و سفينة النجاة"
· فيراد بهذه النهضة أن يقتدي بها الناس و يتأسى بها .
· قضية الإمام (إطروحة إلهية) و أراد بها من المؤمنين الإقتداء و السير في خطاها.

o أما عن أسباب ثورة الحسين (ع) الصحيحة ،، فهي تكون في 3 نقاط:
1- تحويل الموقف النظري إلى موقف عملي:
· فالكثير من الناس كان يعرف ان يزيد فاسق فاجر ، و الكثير يعرف بأن الحسين هو الأحق بالإمامة و هو بن بنت رسول الله (ص) ، و لكن لم يتحرك أحد و يبدأ بالموقف العملي.

2- هز ضمير الأمة و تحرير إرادتها:
· تحويل الإدراك العقلي إلى إدراك وجداني
· لا يكون إلا من خلال إيقاظ ضمائر الناس و هز وجدانهم.
· فالحسين وضع هذه الملحمة التاريخية أمام الناس ليحرك ضمائر الناس و يهز وجدانهم أمام الحقائق .
· و قد تحقق هذا الهدف بثورة التوابين و غيرها من الثورات اللاتي كانت بسبب إدراك الناس لواعية الحسين.

3- لإسلام باقي بتضحيات الحسين :
· المحافظة على مفاهيم الدين الإسلامي (عقيدة) و (كياناً ) و (أمة إسلامية) ، فقد كان مهدداً للضياع و التحريف من أفعال يزيد.
· إن دم الإمام الحسين الطاهر حقق الوعد الإلهي في (إنا أنزلنا الذكر و إنّا له لحافظون)

يتبع ..
.،.
و الله الموفق

الصورة لـISLAMIC_SHIA_artists

الأحد، 4 يناير 2009

طواف الحسين (ع)

بسم الله الرحمن الرحيم
طواف الحسين (ع)

على مر العصور ، كانت البشرية بحاجة إلى من يوقظها من سباتها العميق و ينتشلها من الجهل. و قد عُرٍف العظماء بأدوارهم التي يقومون بها في سبيل هذه الغاية ، الا و هي تحرير البشرية من أغلال الجهل و السيّر بها نحو دروب الكمال.

في العام60 للهجرة ، كان الحجيج ما يزالون بانتظار يوم عرفة و لكنهم و في ليلة التروية ، واجهوا صدمة قوية برؤية الحسين (ع) يقوم بأعمال العمرة المفردة و يغادر مكة المكرمة متجهاً إلى جهة العراق ليعلن للعالم الإسلامي نهاية عصر السكوت و الخوف و يعلن بداية نهضة مصيرية على واقع المجتمع الإسلامي بمقولته الخالدة ( إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي.. )

إن الإتجاه الذي سلكه الإمام الحسين (ع) كان منعطفاً مصيرياً و حاسماً في التاريخ الإسلامي أحيى ضمير الأمة و حرّر إرادتها المسلوبة آنذاك.

فمن مظاهر موت الضمير الإنساني قطع الماء عن مخيم الحسين (ع) و بشاعة قتله هو و أصحابه ، بالإضافة إلى التردي الأخلاقي و نقض العهود و المواثيق التي عهدوها و عقدوها زعماء الكوفة للحسين (ع) و منهم شبث بن ربعي و حجار بن أبجر.

أما إرادة الأمة الإسلامية آنذاك فقد كانت مسلوبة بإستخدام الدينار و المجوهرات و "العسل"* التي من خلالها أعميت القلوب لترتكب هذه الجريمة في حق ريحانة رسول الله (ص) أو كما

فكما قال الدكتور علي شريعتي** ( و قد صنع – الحسين- عاشوراء من الكرامة المجروحة التي تحن إيلى الأنين و لكنها تأبى و تستحي ، و من الوداعة المفروضة على الوجوه التي تكتم في داخلها رياح التمرّد و الثورة ، صنع منها : "شهيداً يتحرك و يخطو على الأرض")

ترك الحسين (ع) الكعبة ورائه و اتجه إلى طواف من نوع آخر ، طوافٌ حول أجساده صحبه و أهل بيته ، حتى أضحى جسده الشريف كعبة للعشاق في شتى بقاع العالم و لتبقى تضحياته و عطائه يوم الطف نبراساً يضيء للأمة الإسلامية طريقها المظلم بين طرقات و دهاليز الزمان.

.،.
و الله الموفق


* " إن لله جنود من عسل" معاوية
** كاتب و مفكر إيراني

الصورة للمبدع NAVIDRAHIMIRAD

السبت، 3 يناير 2009

في ذكراك يا عباس

بسم الله الرحمن الرحيم
في ذكراك يا (عباس)

في عاشوراء من كل عام ، نرى الآلاف من البشر يدأبون على إحياء ليالي عاشوراء ، من مشاركة في العزاء والشعائر الحسينية ، و الإستفادة من قيم الحسين (ع) و حتى خدمة زوار الحسين و معزينه (ع) ..

و كم هي عذبة خدمة سيد الشهداء إما بالإطعام أو نقل المجالس على الفضائيات و حتى يتنظيم حركة السير و المرور في الحسينيات المختلفة ..

هذه الخدمة الحسينية هي شرف لأصحابها و هي التي ترفعهم إلى مراتب الأحرار و تلحقهم بركب الحسين

كل ما تقع عيني على مظهر شاب يخدم الحسين و يشتغل في الإطعام أشعر بحزن شديد .. و بخصوصاً في يوم السابع من المحرم ، فمعه تأتي ذكرى حزينة على قلبي و قلوب أغلب الأصدقاء .. فهو اليوم الذي فقدنا فيه أحد الشباب المخلصين و أحد خدمة الحسين (ع) .

عامان مضيا على رحيل الصديق العزيز خادم الحسين (ع)

الحاج عباس أشكناني (رحمه الله)

رحل بعد أن أدّى شرف خدمة الحسين (ع) في أحد الحسينيات و بعد حادث مؤلم إرتحل إلى ربه طاهراً نقياً و التحق بركب الحسين و أبا الفضل (ع)

في الفردوس الأعلى إن شاءالله يا عباس .. و لا تنسانا يوم الحساب
.،.
أخوك الصغير
أحمد

و الله الموفق