الاثنين، 10 يونيو 2019

في ذكرى العم بو حسن




الإنسان في هذه الدنيا في مسيرة كدح و تعب، يسعى ليل نهار بحثاً عن الأمجاد، يبحث عن السعادة و الطمأنينة، عن الجاه و العز و الذكر الصالح بين الناس ..
هناك من ينجح و الكثير من تراه يتخبط في هذه السير فلا يعلم من أين تكون هذه السعادة وكيف السبيل الى قياسها و رؤية آثارها ..
بين الحينة و الاخرى .. تجد بعضاً من الأشخاص الذين يخيل عليهم أنهم عرفوا المعادلة حق معرفة  .. فعلموا أن هذه الدار الفانية لا تكون السعادة فيها إلا بترك ما فيها .. و ان يكون :
"بُشره في وجهه ، وحزنه في قلبه، أوسع شيء صدرا و أذلّ شيء نفساً"
فلا يذكره الناس إلا ضحوكاً مستبشراً .. ولا تكتمل هذه السعادة إلا بالعمل بين الناس .. و أن تكون :
"نفسه منه في تعب والناس منه في راحة" ..
هذه السعادة التي تبقى ولا تفنى ..

أما ثمرة هذه السعادة، تجدها في خدمة الحسين (ع) ، و بها تنال سعادة الدارين ، هذه الخدمة التي بها تنال عزاً بلا تكلف و محبة في قلوب المؤمنين بلا تزلف ..

رحمك الله يا عمي الغالي با أبا حسن ..
كنت مصداقاً لكل ما قيل، ضحوكاً مستبشراً ، متواضعاً محباً للغير، تنشر الفرح بين الناس بلا تكلف..
لطالما كنا نسمعك تردد "اليكي يا دنيا عني" .. بإسلوب مرح و لكنك في نفس الوقت تطبقها عملياً من غير سعي خلف رفعة أو سمعة ..

كنت نعم الخادم لسيد الشهداء (ع) .. فلا أكاد أعرف مجلساً حسينياً إلا ولك فيه بصمة واضحة، و أي فخر أن يقرن اسمك بمجلس يذكر فيه اسم الحسين (ع) ..
و كنت مثالا لكلمة رسول الله (ص) :
"خادم القوم سيدهم" .. محبا لعمل الخير وخدمة الإخوان بكل اخلاص و جد ..

شاء الله أن يخطفك الأجل منا سريعاً و من دون سابق إنذار .. وشاء عزوجل أن تختم حياتك و انت في عمل الخير متفقداً للأيتام .. ليستقبلك أبو الأرامل و الأيتام أمير المؤمنين (ع) ..

أحببت زيارة الحسين و خدمته فكان الجزاء مجاورة الحسين في مثواك الأخير ..

ربح البيع عميَ الغالي .. متأكدا انك شاهدت ثمن هذه الدنيا في يومك في دار البقاء .. و ستبقى ذكراك تتجدد في كل ليلة جمعة و نحن نستذكر رسائلك الأسبوعية التي كنت تذكرنا فيها بزيارة الحسين (ع) ..

أسأل الله أن يلهم اهلك الصبر على المصاب و أن يتغمدك بواسع رحمته مع النبي و آله و اللقاء ان شاءالله عند سيد الشهداء (ع) ..

..

بو حواء
٣/٥/٢٠١٩

ليست هناك تعليقات: