
فإذا عرفنا المحرك، واطلعنا على حسن تدبيره وحكمته من انتظام المتحركات، كان كل
توجهنا وهمنا إرادته التكوينية والتشريعية.. فهنيئاً للعارف لأهل المعرفة، وإن كان
أكثر الشهداء بذلاً وتضحية.. وتعساً للجاهل لغير العارف، حتى لو كان فرعون
زمانه.
عاقبة هذه الحركات يقول الجاهل: (ليت أمي لم تلدني) ويقول العالم:
(ليتني سرت نحو المقصد سبعين مرة، ثم عدت وسرت ثانية، واستشهدت في سبيل الحق)..
ولكيلا نعود من حياتنا بالندم أقول بصراحة: لو انقضى مثلاً نصف عمر أي شخص في ذكر
المنعم الحقيقي، ونصفه الآخر في الغفلة، لاعتبر نصف عمره حياة لـه، والنصف الآخر
موتاً، مع اختلاف عن الموت في الأضرار وعدم النفع.
إن من يملك المعرفة بالله، يصير مطيعاً له، ويكون شغله وارتباطه به تعالى، ويعمل بما يعلم بأنه موافق
لرضاه، ويتوقف فيما لا يعلم إلى أن يعلم، ويسعى لتحصيل العلم بذلك آناً فآن، لكي
يعمل أو يتوقف.. فعلمه ناشىء عن الدليل، وتوقفه راجع لعدم وجود دليل.
هل من الممكن لقافلتنا أن تصل إلى المقصد، عبر هذه العقبة المليئة بالخطر، من دون التسلح
بطاعة الله القادر؟.. هل من الممكن أن يكون وجودنا من الخالق تعالى، وقوتنا من
غيره؟.. فلا قوة نافعة باقية إذن إلا لأهل الله، ولا ضعف إلا لغيرهم.
من كلمة للمرجع الراحل العارف الشيخ محمد تقي بهجت (رضوان الله تعالى عليه)
بمناسبة أربعينية العالم العارف آية الله العظمى الشيخ محمد تقي بهجت (قدس سره) .. نهدي إلى روحه الطاهرة ثواب الفاتحة و الإخلاص و الصلاة على محمد و آل محمد (ص)
و الله الموفق
.،.
همسة : من أسهل الأمور .. الإستهزاء بالأموات و مهاجمتهم و محاولة الحطّ من قدرهم .. إن الله قوي عزيز