السبت، 27 ديسمبر 2008

إنه الحسين .. و كفى !

بسم الله الرحمن الرحيم
إنه الحسين .. و كفى !

ذات يوم ، تساءلت الأرواح فيما بينهما ، يا ترى .. ما سر الحسين (ع) ؟

ما هو ذلك السر ، الذي جعل نيف و سبعين من خيرة عباد الله ، يقدمون أنفسهم قرابين لسيوف الأعداء في سبيل
نصرته ؟ الذي جعل الأطفال العطشى يرفضون حتى شرب الماء بعد مصرعه ؟ الذي جعل وهب المسيحي ،
و جون العبد ، و حبيب الشيخ ، و القاسم الشاب ، جعلهم يحتضنون المنية أمامه ؟

ما هو ذلك السر ، الذي جعل دموعه (ع) تذرف حزناً على أعدائه ؟
الذي جعل كرمه يسقي الماء لمن أراد قتله ؟
الذي جعل الرأس الشريف يتلوا القرآن و الجسد مرمل على العراء ؟

و بعد مئات السنين ، و تمر العصور المتوالية ، و تعود الأرواح لتتساءل عن هذا السر !
تقطّع الأيادي و تقدّم الأرواح .. لقاء زيارة يزورها المحب لقبر أبي عبدالله في كربلاء !


تمتد أيادي الشرك و الكفر لتهدم مثواه ، و يبقى علمه عالياً بين السماء !

و يعود الحسين ، في كل عام ، ليستقبل زائريه !
و تعود أفواج المحبين ، رغم التفجيرات و الأخطار ، تعود لتزحف نحو قبره !

يزيد ، بن زياد ، المتوكل ، هولاكو ، صدّام ، و غيرهم من حثالة التاريخ .. جندوا ما لديهم ، للقضاء على إسم الحسين ،
و لكن ينتهي بهم المطاف جميعاً إلى مزبلة الزمان ، و يبقى الحسين علماً خفاقاً في قلوب المحبين !

تعود المواكب في كل عام ، تلطم الصدور بالكفوف ، و حتى الرؤوس بالسيوف ، تواسي بالدموع و الدماء ،
ترفع الشعارات بإسم الحسين (ع) ...
نعم ، فالحسين لم يُقتل .. بل هو رمزاً للخلود
خلود يتكرر في كل عام ، بل في كل يوم
فكما قال الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري (رحمه الله) :
وأنتَ تُسَيِّرُ رَكْبَ الخلـودِ مـا تَسْتَجِـدُّ لـهُ يَتْبَـعِ

و تعود الأرواح لتتساءل من جديد .. عن سر الحسين (ع) !
أي سر هذا .. ؟
مهلاً ..!!
ألا يكفي أن نقول ؟
بأن الحسين .. هو الحسين .. و كفى !



.،.
أحمد
و الله الموفق

الخميس، 18 ديسمبر 2008

سمع الله لمن حمده

بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمدلله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين (ع)

الحمدلله على نعمة الولاية
و الحمدلله على نعمة الإمامة

أسعد الله أيامنا و أيامكم بعيد الله الأكبر
عيد الغدير الأغر

سأكتفي في هذا اليوم المبارك بحديث سمعته في لقاء مساء الأمس مع العلامة السيد كمال حيدري على قناة الأنوار عن سيد الموحدين و مولى المؤمنين

أن رسول الله (ص) قال في حق علي (ع) بعد فتح خيبر :
لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت اليوم فيك مقالاً، لا تمر على ملأ من المسلمين إلا أخذوا من تراب رجليك، وفضل طهورك ما يستشفون به، ولكن حسبك أنّك مني وأنا منك.

رزقنا الله و إياكم زيارته في أرض الغري

ولقد جهلت وكنت أحذق عالم
أغرار عزمك أم حسامك أقطع
وفقـدت معرفتي فلست بعارف
هل فضل علمك أم جنابك أوسع


الأبيات لأبي الحديد المعتزلي

و الله الموفق

الأحد، 21 سبتمبر 2008

كان فينا كأحدنا ..!!


بسم الله الرحمن الرحيم

عظّم الإله لكم الأجر
...

قال معاوية لضرار الضبابي : يا ضرار صف لي عليا،
وقال : أعفني يا أمير المؤمنين،
فقال معاوية : لتصفنه

.حتى قال ضرار: أما إذا لا بد من وصفه
كان والله بعيد المدى شديد القوى، يقول فضلا ويحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها ويأنس بالليل ووحشته، غزير العبرة طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ما قصر ومن الطعام ما خشن، وكان فينا كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه وينبئنا إذا استفتيناه، ونحن والله مع تقريبه إيانا وقربه منا لا نكاد نكلمه هيبة له، يعظم أهل الدين ويقرب المساكين، لا يطمع القوي في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه قابضا على لحيته، يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين ويقول: " يا دنيا غري غيري، أبي تعرضت أم إلي تشوقت؟ هيهات قد طلقتك ثلاثا لا رجعة لي فيها، وعمرك قصير وخطرك حقير، آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق "
فبكى معاوية وقال: رحم الله أبا حسن كان والله كذلك،
فكيف حزنك عليه يا ضرار؟
قال: حزن من ذبح ولدها في حجرها.
.،.
عذابات صعصعة

الجمعة، 19 سبتمبر 2008

ذاك هو عليّ (ع)

بسم الله الرحمن الرحيم
ذاك هو عليّ (ع)

و أتى ذلك اليوم .. يمشي علي (ع) وحيداً بين أزقة الكوفة .. لم يبقي له الأجل من صديق ..
عمار ، أباذر ، سلمان ، المقداد .. كلهم قد ارتحلوا إلى الرفيق الأعلى ..
و ها هو اليوم .. الذي يلتقي فيه علي مع الأجل الذي لطالما هرب من سيفه ..
فكم من المرات .. رآه الأجل و هو يخاطب رسول الله حزيناً .. :
( يا رسول الله أرأيت كيف فاتتني الشهادة؟) ..
فيأتي الجواب من سيد الخلق (ص)..:
(إنها من ورائك يا علي) ..!!

ها هو عليّ .. يشد مئزريه .. و يرثي نفسه !

إشدد حيازيمك للموت فأن الموت لاقيكا
ولاتجـزع من المــوت إذا حـل بـواديـكا
ولا تـغـتـر بالـدهـر وإن كـان يـواتـيـكا
كما أضحكك الدهر كذاك الدهر يبكيكا

ما هي إلا لحظات .. و يهتف الروح الأمين بين السماء و الأرض ..:
تهدمت و الله أركان الهدى ..!!

نعم ، فقد غيل عليّ في محرابه .. بعد أن رسم حياةً من العدل و الفضيلة و الإيمان و الشجاعة و التسليم و العرفان و و و ..!
..
على مر السنين .. أرادوا قتال عليّ .. و كم أرادوا الحطّ من شخصيته و منزلته .. إما بالسيف او بالقلم ..!!
نصبوا المنابر .. لسبه و لعنه
قاتلوا و قتلوا ولده و مواليه
حتى الأحاديث .. إختلقوها للنيّل من عظمة عليّ

و لكن .. مع كل هذا .. يبقى عليّ صرح مجد لا يسامي .. و يخلّد اعدائه في مزابل التاريخ ..

حتى ترى ذلك الشاعر المؤمن .. و هو يخاطب قبر معاوية ..
قم وارمق النجف الشريــــف بنظرة (،) يرتد طرفك وهو بـــــــــاك
أرمدُ
تلك العظــــــــام أعز ربك قــــدرها (،) فتـــــكاد لولا خــــــوف ربك تعبدُ

..

عليّ (ع) .. كان مِشعلاً للعدل .. في زمن إنتشرت فيه المظالم ..
ففي فترة حكمه القصيرة .. خاض ثلاثة حروب ضد جماعات أرادت لعليّ أن يميل لأهوائهم ..
"حتى قتل الناكثين و القاسطين و المارقين" ..!!

هم أرادوا لعليّ .. أن يكون معاوية .. !!
و لكن هيهات ..

فهو القائل : (والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته) ..
و هو القائل أيضا : (يابن عباس أترى لهذه النعل ـ وكان يخصفها لأنها بالية ـ إنّها أعظم من إمرتكم هذه إلا أن أقيم حقاً وأدفع باطلاً) ..

فلم يكن الحكم إلا وسيلة ..
أما العدل .. فكان الغاية ..
..
و في الختام .. لا بد من ذكر مقولة الكاتب اللبناني جبران خليل جبران -المسيحي- ..:
( إن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كلام الله الناطق ، وقلب الله الواعي ، نسبته إلى من عداه من الأصحاب شبه المعقول إلى المحسوس ، وذاته من شدة الإقتراب ممسوس في ذات الله )

فعلي (ع) .. هو صوت العدالة الإنسانية
ذاك هو عليّ
.،.

و الله الموفق
عظّم الله أجوركم بهذا المصاب الجلل

الصورة لـ
NAVIDRAHIMIRAD

الاثنين، 15 سبتمبر 2008

في مولد المجتبى يحلو تلاقينا ..!!

بسم الله الرحمن الرحيم


أسراب من الملائكة .. صعوداً و نزول .. تهفو نحو بيت النبوة لتهنئة سيد الخلق بالمولود المعظم ،
و الإحتفالات تملأ أزقة المدينة المنورة بهذا المولود الميمون ،
و الأطفال مسرعين إلى بيت علي .. ينشدون بصوت واحد ..:

"ماجينا ماجينا ,, لولا الحسن ماجينا ..!"

في ليلة النصف من شهر العبادة ، إبتهج وجه رسول الله (ص) .. بقدوم حفيده الأول .. و ريحانته من الدنيا
حمله علي (ع) و أتى به نحو سيد الخلق ليأذن في إذنه اليمنى و يقرأ الإقامة في اليسرى ..

"لساني عربيّ .. سمِّه الحسن " ..
" و أمّا الحسن فله هيبتي و سؤددي !! " ..
..
جنان الرحمن ملأتها الزينة و البهجة ..
ففي هذه الليلة .. تجلّت بقدوم هذا المولود المبارك .. عاصفة السلام !!

..
سيدي .. سأبقى جالساً على شاطئ بحرك ..
أرمق أمواجك المتراطمة بنظرة خافتة ..
..

من الدر المنثور ..

يا جنادة! استعدّ لسفرك، وحصّل زادك قبل حلول أجلك، واعلم انّك تطلب الدنيا والموت
يطلبك، ولا تحمل همّ يومك الذي لم يأت على يومك الذي أنت فيه، واعلم انك لا تكسب من
المال شيئاً فوق قوتك، الا كنت فيه خازناً لغيرك، واعلم: انّ الدنيا في حلالها
حساب، وفي حرامها عقاب، وفي الشبهات عتاب، فأنزل الدنيا بمنزلة الميتة خذ منها ما
يكفيك، فان كان حلالاً كنت قد زهدت فيه، وان كان حراماً لم يكن فيه وزر، فأخذت منه
كما أخذت من الميتة، وإن العقاب، فالعقاب يسير، واعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً،
واعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً، واذا أردت عزّاً بلا عشيرة، وهيبةً بلا سلطان، فاخرج
من ذل معصية الله إلى عزّ طاعة الله عزّ وجلّ،


سلامي للبقيع الغرقد .. !!


و الله الموفق ..

الاثنين، 8 سبتمبر 2008

تلك الأيام ..!!

بسم الله الرحمن الرحيم


19 عام مضت منذ أن حللت ضيفاً على هذه المعمورة
ففي هذا اليوم .. من العام 1989 .. دقت ساعة الصفر منبئة ببدء مسيرة حياة شخص يدعى أحمد

العام الماضي كان من أهم المنعطفات في حياتي .. ففيه بدأت الدراسة الجامعية خارج الكويت .. و بالتحديد في أستراليا
و خلال عام واحد .. تعرفت على الكثير من الأمور التي كنت أجهلها بالسابق .. و غيرت مجرى حياتي بدرجة كبيرة

أيام العمر تمضي تباعاً .. كخرز مسباح قد إنقطع للتو .. بلا سكينة أو إنتظار .. فاليوم يمضي .. و بعده يوم آخر .. و الإنسان في سباق مع الزمن ..
ذكرى أيام الميلاد .. تحمل الكثير من الدروس و العبر لأي إنسان ..
ففيها يحاسب الإنسان نفسه عن ما اقترفه في السنة الماضية ..
فإن كانت خير .. دعا الله الثبات عليه ..
و إن كانت شر .. سأل الله التوبة و عدم العودة لها ..

أيام العمر تمضي تباعاً .. و العمر في النهاية ينتهي .. و يفنى الإنسان .. و لا تبقى إلا الذكريات و الآثار الطيبة الجميلة .. التي تركها في هذه المعمورة ..
...
في السنة الماضية .. أخطأت في الكثير من المواضع ..
فشلت في الكثير منها .. و نجحت في بعضها ..
فالحياة ساحة المواجهة ..
و الماضي .. تجارب ..!!
في السنة الماضية .. بدأت جولة جديدة في مسيرة حياتي التي وهبني اياها الله تبارك و تعالى ..
فأسأل الله التوفيق و من أهل البيت (ع) البركة و السداد

...
في هذا اليوم .. لا يسعني إلا أن أسأل الله الثبات على ولايته و طاعته ..
و أن أكون إنساناً معطاءً .. فخير الناس من إنتفع به الناس ..
...
قد يكون موضوع الإسبوع ركيكاً بعض الشيء .. و لكنها أيام تمضي .. و كم هو جميل تذكرها .. فالسلام !!

و الله الموفق دائماً ..
أحمد
،

الصورة المستخدمة في الموضوع لـalexiuss

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2008

في ذمة الخلود

بسم الله الرحمن الرحيم
تقبل الله أعمالكم و جعلكم الله من الصائمين القائمين في هذا الشهر الكريم
و رزقنا الله و إياكم حج بيته الحرام في عامه هذا و كل عام
في كل عام .. يأتي إلينا رمضان حاملاً معه ذكرى أعزاء كانوا بيننا
و كم هو جميل أن نذكرهم في بداية هذا الشهر الكريم و أن نشملهم في دعائنا

.،.
21 رمضان 1425
4 نوفمبر 2004
فقدنا صديقاً عزيزاً
صاحب طلة بهية و إبتسامة دائماً ما كانت تزيّن محياه
الفقيد العزيز
الراحل عنا في سن الزهور
الشاب عبدالعزيز محمود أشكناني


.،.

19 رمضان 1427
13 أكتوبر 2006
فقدنا في هذا اليوم
إنسان عظيماً
لطالما كان السقف الذي نلتجئ تحته
و الوطن الذي نلجأ إليه في أيام الضياع
آه كم إشتقت إليك !!

جدي المرحوم
باباعود

الحاج غلوم حسين لاري



.،.

أما آخر الراحلين عنا
فكان شمعة الأخلاق
نعم
آخر من فقدناه كان شمعة في الأخلاق و القيم
فلم أره يوماً إلا و وجهه يشع طمأنينة و راحةً
تعودنا أن نستقبله في شهر رمضان من كل عام
و لكنه الآن بجوار الآل عند مليك مقتدر
بعدما فارقت روحه الدنيا في 1 يونيو 2008
في أيام ذكرى إستشهاد فاطمة الزهراء (ع)

الفقيد السعيد آية الله السيد محمد رضا الشيرازي (قدس سره)

في ذمة الخلود سيدي أيها الرضا

.،.

رحم الله من قرأ الفاتحة و الإخلاص و الصلاة على محمد و آل محمد على أرواحهم الطاهرة

و الله الموفق دائماً ..

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
الرحمن الرحيم
مالك يوم الدين
إياك نعبد و إياك نستعين
إهدنا الصراط المستقيم
صراط الذين أنعمت عليهم
غير المغضوب عليهم
و لا الضالين

صدق الله العلي العظيم

الأربعاء، 27 أغسطس 2008

و رضوانٌ من الله أكبر

بسم الله الرحمن الرحيم



الإنسان ذلك المجهول ، هو عنوان كتاب للمؤلف الفرنسي الشهير أليكسس كاريل ، يشتمل الكتاب على التجارب المتعددة للمؤلف عن الإنسان و الحياة من وجهة نظر علمية ، و فيه يتحدث المؤلف عن معرفة الإنسان .. ذاك الكائن الغريب الذي ميّزه الله عز و جل بنعمة العقل و فضلّه على بقية مخلوقاته.

نعم ، الإنسان هو الكائن الذي وهبه الله من نعمه ما لا تعد و لا تحصى ، و سخّر له مخلوقاته كما يقول الله تعالى في سورة يس ( اولم يروا انا خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاما فهم لها مالكون) ..

كل هذه النعم وهبها الله للإنسان لما يحمله من معرفة ، و شرفّه على غيره لما يمتاز به من إدراك و عقل و حملّه رسالته التي عجزت بقية المخلوقات عن حملها.

و مع هذه النعم العظيمة .. أمر الله عزوجل هذا الإنسان بعبادته و طاعته ، و طاعة رسله و شرائعه . و عند هذا يكون الفوز العظيم الذي عبّر عنه الله عزوجل في سورة التوبة (وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ومساكن طيبه في جنات عدن ورضوان من الله اكبر ذلك هو الفوز العظيم ) ..

فما هي أعظم النعم التي ينشدها الإنسان بطاعته لربه ، و ما هو الفوز الأعظم الذي يطمح الإنسان بالحصول عليه في نهاية الطريق ..؟

إنه رضوان الله عزوجل .. فذلك الفوز العظيم!

إن رضوان الله يأتي من مبايعة الإنسان التامة لأوامر الله ونواهيه ، فتكون حياته كلها في ظل الله عزوجل و يكون مثالاً يحتذى به في مجتمعه .

فإذا ربط الإنسان نفسه بعقد و علاقة مع الله عزوجل ، فسيعلم أن كل خطوة تخطوها قدمه يجب أن تكون في سبيل الله ، و كل عمل يقوم به يجب أن يكون خالصاً لوجه الله تعالى .. يطلب به رضا الله و رضوانه.

و هذه الحالة بحاجة الى توفيق من الله عزوجل ، ليؤدي رسالته في هذه الدنيا كما أمره الله ، فيكون رمزاً في الأخلاق و التربية و العبادة و المعاملات بجميع أبعادها و يكون قدوة صالحة للأجيال القادمة .

المجتمع الرسالي بحاجة إلى أفراد بهذه الصفات ، مخلصين لله عزوجل في جميع مشاريعهم و أفعالهم ، لا يطلبون غير رضا الله عزوجل و يراقبون الله عزوجل في جميع أعمالهم و سكناتهم..

هكذا كان أصحاب الحسين (ع) ، تقلدوا وسام الشهادة و فازوا برضوان الله الأكبر و مرافقة سيد الشهداء بعد أن أخلصوا أعمالهم لله عزوجل و لم يطلبوا غير رضاه و رضا أولياءه !

و الله الموفق ..

الأحد، 17 أغسطس 2008

و أشرقت الأرض بنور ربها

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : " و اشرقت الأرض بنور ربها .." الزمر 96
ما هي يوتوبيا Utopia .. و ما هو وجه الصلة بين هذه الكلمة الغريبة و الآية المباركة التي إبتدأنا بها الحديث
أولاً .. Utopia هو ، كما يظهر في موسوعة ويكيبيديا : " هو مفهوم فلسفي يعني على المكان الذي يبدو كل شيء فيه مثاليًا وفيه جميع شرور المجتمع كالفقر والظلم والمرض غير موجودة"
و هي المدينة الفاضلة ، أو المجتمع الفاضل الذي تنبأ به كبار العلماء و الفلاسفة منذ غابر الزمان .. The Ideal Society
فهي المدينة التي لا ظلم فيها و لا جور ، فالناس فيها سعداء بلا خوف أو حزن ..

و يتعدى ذلك المفهوم بني البشر ، فيصل إلى جميع المخلوقات ، فالحمل يعيش مطمئنا بقرب الذئاب ، و حتى السباع و بقية الحيوانات المفترسة تعيش جنباً على جنب مع بقية المخلوقات بلا خوف أو فزع ..

الآن .. و قد عرفنا ما هي Utopia و ما تعني .. نصل إلى الطرف الآخر من الموضوع .. الآية المباركة

"و أشرقت الأرض بنور ربها"

ما هي الصلة بين مفهوم المجتمع الفاضل و المدينة الفاضلة و الآية السابقة ..

عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) قال: ( إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها ، واستغنى العباد عن ضوء الشمس ...) (البحار:52/330) .
فالأرض و من عليها .. بإنتظار المخلص المنتظر .. الذي يملئها نوراً و ضياءً ..


و عن سعيد الخدري قال : قال رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) : "أبشّركم بالمهدي يُبعث في أمّتي على اختلاف من الناس، وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صحاحاً". أي بالسوية - مسند أحمد 3: 52.

نعم .. فالعالم في زمن الإمام المنتظر (عج) .. يملأه العدل و القسط .. و لا مكان للظلم و الجور كما ذكرت الرويات عن بيت العصمة .. و هو المثال الأسمى و الأدق لمفهوم Utopia الذي تنبأ به العلماء و الفلاسفة منذ غابر الزمان ..

كيف لا ..؟؟
و المهدي (عج) ..هو عدالة الأكوان ..و هو وعد الأنبياء و المرسلين .. و هو المنقذ و المصلح العالمي الذي تنتظره جميع الشرائع و الديانات بإختلاف تفاصيلها ..

فالنصارى بإنتظار نزول المسيح عيسى (ع)
و المجوس بإنتظار زرادشت نبيهم
و حتى الهندوس لديهم من ينتظرون ظهوره .. و غيرهم!
فأغلب العقائد و الديانات تؤمن بمبدأ المخلص و المنقذ ..

فظهوره (بأبي و أمي) .. هو يوم الخلاص ..
.،.
متى ترانا و نراك ، و قد نشرت لواء النصر ، ترى أترانا نحف بك و أنت تؤم الملا ، و قد ملأت الارض عدلا ، و أذقت أعداءك هواناً و عقابا ، و أبرت العتاة و جحدة الحق ، و قطعت دابر المتكبرين ، و أجتثثت أصول الظالمين ،
و نحن نقول .. الحمدلله رب العالمين
.،.
أسعد الله أيامكم بذكرى ميلاد ولي الله الأعظم الحجة بن الحسن المهدي (عج)
و رزقنا الله و إياكم رأفته و رحمته و رضاه
و جعلنا الله و إياكم من أنصاره و أعوانه و المستشهدين بين يديه
..

على بركة الله
و في النصف من شعبان من العام 1429 هجرياً
نفتتح مدونة Utopia
،

و الله الموفق دائماً
الصورة المستخدمة في بداية الموضوع لـkira1987