الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010

أركان التوحيد -7- محمد بن علي الباقر (ع)

بسم الله الرحمن الرحيم
قبور أئمة البقيع ، بعد الهدم - المدينة المنورة

( وَابْنُهُ شِبْهُ جَدِّهِ الْمَحْمُودِ مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ عِلْمِي وَالْمَعْدِنُ لِحِكْمَتِي)
الكافي 1\527

..

من جواب الإمام محمد الباقر (ع) لوفد من فلسطين سألوه عن "الصمد"

( تفسير الصمد في خمسة أحرف ، فالألف دليل على إنيّته ، و هو قوله : شهد الله أنه لا إله إلا هو ، و ذلك تنبيه و إشارة إلى الغائب عن درك الحواس ، و اللام دليل على إلهيته (بلطفه) بأنه هو الله ، و الألف و اللام مدغمان لا يظهران على اللسان ولا يقعان في السمع ، و يظهران في الكتابة دليلان على أن إلهيّته خافية لا تدرك بالحواس ولا يقع في لسان واصف ولا أذن سامع ، لأن تفسير الإله هو الذي أله الخلق عن درك مائيّته و كيفيّته بحس أو بوهم ، لا بل هو مبدع الأوهام و خالق الحواس ، و إنّما يظهر ذلك عند الكتابة فهو دليل على أن الله سبحانه (أظهر) ربوبيته في إبداع الخلق و تركيب أرواحهم اللطيفة في أجسادهم الكثيفة ، فإذا نظر عبد إلى نفسه لم ير روحه ، كما أن لام الصمد لا تتبيّن ، ولا تدخل في حاسة من الحواس الخمس ، فإذا نظر إلى الكتابة ظهر له ما خفي و لطف ، فمتى تفكّر العبد في ماهيته الباري و كيفيّته أله فيه و تحيّر ولم تحط فكرته بشيء يتصوّر له ، لأنه عزوجل خالق الصور ، فإذا نظر إلى خلقه ثبت له أنه خالقهم و مركّب أرواحهم في أجسادهم .

و أمّا
الصاد فدليل على أنه عزوجل صادق وقوله صدق و كلامه صدق ، و دعاء عباده إلى اتباع الصدق بالصدق ، و وعد بالصدق دار الصدق.

و أما
الميم فدليل على ملكه و أنه (عزوجل) الملك الحق الذي لم يزل ولا يزال ولا يزول ملكه.

و أما
الدال فدليل على دوام ملكه و أنه عزوجل دائم تعالى عن الكون و الزوال ، بل هو (الله) عزوجل مكوّن الكائنات الذي كان بتكوينه كل كائن.

ثم قال: لو وجدت لعلمي الذي أتاني الله حملة لنشرت التوحيد و الإسلام و الدين و الشرايع من الصمد.
)
.،.

المصدر : التوحيد للصدوق


" وارثه منهم عبادة و علماً و زهادة أبو جعفر محمّد الباقر ، سمّي بذلك من بقر الأرض أي شقّها و أثار مخبآتها و مكامنها ، فلذلك هو أظهر من مخبآت كنوز المعرفة ، و حقائق الأحكام ، و الحكم و اللطائف ، ما لا يخفي إلا على منطمس البصيرة ، و فاسد الطوية و السريرة . و من ثم قيل فيه هو باقر العلم و جامعه و شاهر علمه و رافعه ، صفى قلبه ، و زكة علمه و عمله ، و طهرت نفسه ، و شرف خلقه ، و عمرت أوقاته بطاعة الله ، و له من الرسوم في مقامات العارفين ما تكلّ عنه ألسنة الواصفين"

بن حجر في الصواعق المحرقة ص 201

و الله الموفق
يتبع إن شاءالله

الأحد، 26 ديسمبر 2010

أركان التوحيد -6- علي بن الحسين زين العابدين (ع)

بسم الله الرحمن الرحيم
جنة البقيع الغرقد بعد الهدم - المدينة المنورة

( أَوَّلُهُمْ عَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ وَزَيْنُ أَوْلِيَائِيَ الْمَاضِينَ) الكافي 1\527

..

من دعاء الإمام علي بن الحسين (ع) في التحميد لله و الثناء عليه

( الحمدلله الأول بلا أول كان قبله ، و الآخر بلا آخر يكون بعده ، الذي قصرت عن رؤيته أبصار الناظرين ، و عجزت عن نعته أوهام الواصفين ، ابتدع بقدرته الخلق إبتداعا ، و اخترعهم على مشيئته إختراعا ، ثم سلك بهم طريق إرادته ، و بعثهم في سبيل محبته ، لا يملكون تأخيراً عما قدّمهم إليه ، ولا يستطيعون تقدّماً إلى ما أخّرهم عنه ...
تقدسّت أسماؤه و تظاهرت آلاؤه لا يُسأل عمّا يَفعل و هم يُسألون و الحمدلله الذي لو حبس عن عباده معرفة حمده على ما أبلاهم من مننه المُتتابعة ، و أسبغ عليهم من نعمه المتظاهرة لتصرّفوا في مننه فلم يحمدوه ، و توسعواً في رزقه فلم يشكروه
...
و الحمدلله على ما عرّفنا من نفسه و ألهمنا من شكره و فتح لنا من أبواب العلم بربوبيته ، و دلّنا عليه من الإخلاص له في توحيده ، و جنّبنا من الإلحاد و الشك في أمره
)

.،.

من دعائه (ع) في تمجيد الله عزوجل

( الحمدلله الذي تجلّى للقلوب بالعظمة ، و احتجب عن الأبصار بالعزة ، و اقتدر على الأشياء بالقدرة، فلا الأبصار تثبت لرؤيته ، و لا الأوهام تبلغ كنه عظمته ، تجبّر بالعظمة و الكبرياء ، و تعطّف بالعز و البر و الجلال ، و تقدّس بالحُسن و الجمال ، و تمّجد بالفخر و البهاء ، و تجلّل بالمجد و الآلاء ، و استخلص بالنور و الضياء ..
خالق لا نظير له ، و أحد لا ندّ له ، و واحد لا ضد له ، و صمد لا كفو لهه ، و إله لا ثاني معه ، و فاطر لا شريك له ، و رازق لا مُعين له ، و الأول بلا زوال ، و الدائم بلا فناء و القائم بلا عناء ، و المؤمن بلا نهاية و المبدئ بلا أمد ، و الصانع بلا أحد ، و الرب بلا شريك و الفاطر بلا كلفة ، و الفعّال بلا عجز
..
ليس له حدٌّ في مكان ، ولا غاية في زمان ، لم يزل ولا يزول و لن يزال ، كذلك أبداً هو الإله الحي القيوم الدائم القادر الحكيم
)

.،.

قال (ع) عند سماعه الأذان في مجلس الكوفة
( كبرت كبيراً لا يقاس ، ولا يدرك بالحواس ، ولا شيء أكبر من الله )
.،.

المصدر : الصحيفة السجادية

وَ لَيْسَ قَوْلُكَ مَنْ هذا بِضائِرِهِ ** ألْعُرْبُ تَعْرِفُ مَنْ أنْكَرْتَ و الْعَجَمُ
أللَّهُ شَرَّفَهُ قِدْماً و فَضَّلَهُ ** جَرى بِذاكَ لَهُ فِي لَوْحِهِ القَلَمُ
مُشْتَقَّةٌ مِنْ رَسولِ اللَّهِ نَبْعَتُهُ ** طابَتْ عَناصِرُهُ و الخِيمُ و الشِّيَمُ
يَنْشَقُّ ثَوْبُ‏ الدُّجى عَنْ نورِ غُرَّتِهِ ** كاَلشَّمْسِ يَنْجابُ عَنْ إِشْراقِهَا الْقَتَمُ
إِذا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قالَ قائِلُها ** إِلى مَكارِمِ هذا يَنْتَهي الْكَرَمُ
يُغْضِي حَياءً و يُغْضى مِنْ مَهابَتِهِ ** فَما يُكَلَّمُ إِلاّ حِينَ يَبْتَسِمُ
يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرفانَ راحَتِهِ ** رُكْنُ الْحَطِيمِ إِذا ما جاءَ يَسْتَلِمُ
الأبيات للفرزدق همام بن غالب

و الله الموفق
يتبع،


السبت، 25 ديسمبر 2010

أركان التوحيد -5- الحسين بن علي الشهيد (ع)

بسم الله الرحمن الرحيم

القبة الحسينية المقدسة - كربلاء

(
وجعلت حسينا خازن وحيي وأكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة، فهو أفضل من استشهد وأرفع الشهداء درجة. جعلت كلمتي التامة عنده وحجتي البالغة معه بعترته اثيب واعاقب) الكافي 1\527

..

من دعاء الإمام الحسين (ع) في عرفة

( الحمدلله الذي ليس لقضائه دافع ، ولا لعطائه مانع ، ولا كصنعه صنع صانع ، و هو الجواد الواسع ، فطر أجناس البدائع و أتقن بحكمته الصناع ، لا تخفى عليه الطلائع ، ولا تضيع عنده الودائع ، جازي كل صانع ، و رابش كل قانع ، و راحم كل ضارع ، و منزل المنافع و الكتاب الجامع بالنور الساطع ...

إلهي ترددي في الآثار ، يوجب بعد المزار ، فإجمعني عليك بخدمة توصلني إليك ، كيف يستدل عليك ، بما هو في وجوده مفتقر إليك ، أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك ، حتى يكون هو المظهر لك ؟ متى غبت حتى تختاج إلى دليل يدل عليك ، و متى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك ، عميت عين لا تراك عليها رقيبا ، و خسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبا
...

و انت الذي لا إله غيرك ، تعرفت لكل شيء فما جهلك شيء ، و أنت الذي تعرَّفت إليًّ في كل شيء ، فرأيتك ظاهراً في كل شيء ، و أنت الظاهر لكل شيء ، يا من استوى برحمانيته فصار العرش غيباً في ذاته ، مَحَقتَ الآثار بالآثار ، و مَحَوت الأغيار بمحيطات أفلاك الأنوار ، يا من احتجب في سرادقات عرشه عن أن تدركه الأبصار ، يا من تجلى بكمال بهائه فتحققت عظمته من الإستواء ، كيف تخفى و أنت الظاهر ؟ أم كيف تغيب و أنت الرقيب الحاضر ؟
)

.،.

من كلام لسيد الشهداء (ع) عن معنى كلمة (الصمد)

( الصمد : الذي لا جوف له
الصمد : الذي قد انتهى سؤدده
الصمد : الذي لا يأكل ولا يشرب
الصمد : الذي لا ينام
الصمد : الدائم الذي لم يزل ولا يزال
)

.،.


من جوابه (ع) لسؤال نافع بن الأزرق عندما قال : صف لنا إلهك الذي تعبده ؟

( يا نافع ، إن من وضع دينه على القايس لم يزل الدهر في الإرتماس ، مائلاً عن المنهاج ، ظاعناً في الإعوجاج ، ضالاً عن السبيل ، قائلاً غير الجميل . يا بن الأزرق ، أصف إلهي بما وصف به نفسه و أعرّفه بما عرّف به نفسه ، لا يدرك بالحواس ، و لا يقاس بالناس ، فهو قريب غير ملتصف ، و بعيد غير مقتصَ ، يوحّد ولا يبعّض ، معروف بالآيات ، موصوف بالعلامات ، لا إله إلا هو الكبير المتعال)

.،.

من خطبة له (ع) في التوحيد

(أيّها الناس اتّقوا هؤلاء المارقة الّذين يشبّهون الله بأنفسهم، يضاهئون قول الّذين كفروا من أهل الكتاب، بل هو الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، ﻻ تدركه الأبصار، وهو يُدرك الأبصار، وهو اللّطيف الخبير، استخلص الوحدانيّة والجبروت، وأمضى المشيئة والإرادة والقدرة والعلم بما هو كائن، ﻻ منازع له في شيء من أمره، ولا كفو له يعادله، ولا ضدّ له ينازعه، ولا سميّ له يشابهه، ولا مثل له يشاكله، ﻻ تتداوله الامور، ولا تجري عليه الأحوال، ولا تنزل عليه الأحداث، ولا يقدر الواصفون كنه عظمته، ولا يخطر على القلوب مبلغ جبروته، لأنّه ليس له في الأشياء عديل، ولا تدركه العلماء بألبابها، ولا أهل التفكير بتفكيرهم إلاّ بالتحقيق إيقاناً بالغيب، لأنّه ﻻ يوصف بشيء من صفات المخلوقين، وهو الواحد الصمد، ما تصوّر في الأوهام فهو خلافه، ليس بربّ من طرح تحت البلاغ، ومعبود من وجد في هواء أو غير هواء.

هو في الأشياء كائن ﻻ كينونة محظور بها عليه، ومن الأشياء بائن ﻻ بينونة غائب عنها، ليس بقادر من قارنه ضدّ، أو ساواه ندّ، ليس عن الدهر قدمه، ولا بالناحية أممه، احتجب عن العقول، كما احتجب عن الأبصار، وعمّن في السماء احتجابه كمن في الأرض، قربه كرامته، وبعده إهانته، ﻻ تحلّه في، ولا توقّته إذ، ولا تؤامره ان، علوّه من غير توقّل، ومجيئه من غير تنقّل، يوجد المفقود، ويفقد الموجود، ولا تجتمع لغيره من الصفتان في وقت، يصيب الفكر منه الإيمان به موجوداً ووجود الإيمان ﻻ وجود صفة، به توصف الصفات لابها يوصف، وبه تعرف المعارف لابها يعرف، فذلك الله ﻻ سميّ له سبحانه، ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير. )
.،.

المصادر : 1- مفاتيح الجنان
2- كلمة الإمام الحسين (ع) للشهيد السيد حسن الشيرازي
http://www.alshirazi.com/compilations/library/h_shirazi/mk/k_hussain/fehres.htm

وفيه رسول الله قال وقوله ** صحيح صريح ليس في ذلكم نكر
: حبي بثلاث ما أحاط بمثلها ** ولي فمن زيد هناك ومن عمرو؟
له تربة فيها الشفاء وقبة ** يجاب بها الداعي إذا مسه الضر
وذرية ذرية منه تسعة ** أئمة حق لا ثمان ولا عشر
أيقتل ظمآنا حسين بكربلا ** وفي كل عضو من أنامله بحر؟
ووالده الساقي على الحوض في غد ** وفاطمة ماء الفرات لها مهر
الأبيات لإبن العرندس الحلي
هذا هو الحسين (ع) .. أيقتل !!


و الله الموفق
يتبع ،

الجمعة، 24 ديسمبر 2010

أركان التوحيد -4- الحسن بن علي المجتبى (ع)

بسم الله الرحمن الرحيم

جنة البقيع قبل الهدم - المدينة المنورة

حديث قدسيّ -
(
فَجَعَلْتُ حَسَناً مَعْدِنَ عِلْمِي بَعْدَ انْقِضَاءِ مُدَّةِ أَبِيهِ ) الكافي 1\527
(
لو كان العقل رجلاً لكان ولدي الحسن) أمير المؤمنين (ع)

..

من خطبة للحسن المجتبى (ع) لما قتل أمير المؤمنين (ع) حول التوحيد

( الحمدلله الذي كان في أوليّته ، وحدانياً في أزليته ، متعظماً بإلهيته ، متكبراً بكبريائه و جبروته ، إبتدأ ما ابتدع ، و أنشأ ما خلق ، على غير مثال كان سبق مما خلق.
ربنا اللطيف بلطف ربوبيته ، و بعلم خبره فتق ، و بإحكام قدرته خلق جميع ما خلق ، فلا مبدلّ لخلقه و لا مغيّر لصنعه ، ولا معقب لحكمه ، و لا راد لأمره ، و لا مستراح عن دعوته ، خلق جميع ما خلق و لا زوال لملكه ، و لا إنقطاع لمدته ، فوق كل شي علا ، و من كل شي دنا ، فتجلّى لخلقه من غير أن يكون يُرى و هو بالمنظر الأعلى
)

.،.

من كلام للمجتبى (ع) عندما سأله رجل : يا ابن رسول الله ، صف لي ربك حتى كأني أنظر إليه .
فأطرق الحسن (ع) ملياً ثم رفع رأسه و قال:

( الحمدلله الذي لم يكن له أول معلوم ، ولا آخر متناه ، و لا قبل مدرك ، ولا بعد محدود ، و لا أمد بحتيّ ، و لا شخص فيتجزأ ، ولا اختلاف صفة فيتناهى ، فلا تدرك العقول و أوهامها ، و لا الفكر و خطراتها و لا الألباب و أذهانها صفته . فيقول : متى ؟ ولا بُدئ ممّ؟ ولا ظاهر على ممًّ ؟ ولا باطن ممًّ ؟ ولا تارك فهلاّ ؟ خلق الخلق فكان بديئاً بديعا ، و ابتدأ مما ابتدع ، و ابتدع ما ابتدأ ، و فعل ما أراد ، و أراد ما استزاد ، ذلكم الله رب العالمين. )

.،.


من خطبة له (ع) عندما قال له أباه أمير المؤمنين (ع) : " يا بني قم و أخطب حتى أسمعك" ، فقال الحسن (ع) :

( الحمدلله الذي من تكلم سمع كلامه ، و من سكت علم ما في نفسه ، و من عاش فعليه رزقه ، و من مات فإليه معاده ، و الحمدلله الواحد بغير تشبيه ، الدائم بغير تكوين ، القائم بغير كلفة ، الخالق بغير منصبة ، الموصوف بغير غاية ، المعروف بغير محدودية ، الغزيز لم يزل قديماً في القدم ، و عنَت القلوب لهيبته ، و ذهُلت العقول لعزّته ، و خضعت الرقاب لقدرته ، فليس يخطر على قلب بشر مبلغ جبروته ، ولا يبلغ الناس كنه جلاله ، ولا يفصح الواصلون منهم لكُنه عظمته ، ولا تبلغه العلماء بألبابها ، ولا أهل التفكير بتدبير أمورها ، أعلم خلقه به الذي بالحدّ لا يصفه ، يُدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار ، و هو اللطيف الخبير . )

.،.

يرجى مراجعة فصل
(لا تناله الأوهام) في الرابط التالي
http://www.alshirazi.com/compilations/library/h_shirazi/mk/k_hassan/01.htm

المصادر : 1- توحيد الصدوق
2- كلمة الإمام الحسن (ع) للشهيد السيد حسن الشيرازي

..

لله وجه في الظلام مشعشع ** و البدر يحلو في الظلام إذا طلع
جل الإله بخلقه ماذا برى ** فكأن طه في محاسنه اضطجع
و العقل أنت العقل لو كان امرءاً ** و العقل خير بني التراب إذا ابتدع
قد ذلّت العليا إليه فإعتلى ** و مراتب العليا بجهد تُنتزع
قد سابق الإحسان في إحسانه ** و الجود طفل من أنامله إرتضع
أصل النبوة و الإمامة أصله ** و البذر يحكي أصله حيث إنزرع
هذا ابن حيدرة و سنخ محمد ** و النصل من نسل الحسام إذا فرع

الابيات للشاعر محمد الحرزي
http://www.youtube.com/watch?v=dTztxqu3ApM

و الله الموفق
يتبع،

الخميس، 23 ديسمبر 2010

أركان التوحيد -3- فاطمة الزهراء (ع)

بسم الله الرحمن الرحيم

مقبرة البقيع الغرقد ، المسجد النبوي الشريف - المدينة المنورة

(
يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما)
من فقه الزهراء ج 1 ص19

..

من خطبة فاطمة الزهراء (ع) في المسجد النبوي بعد إستشهاد رسول الله (ص)

( الحمد لله على ما أنعم وله الشكر على ما ألهم والثناء بما قدم من عموم نعم ابتداها وسبوغ آلاء أسداها (1) وتمام منن أولاها جم عن الإحصاء عددها (2) ونأى عن الجزاء أمدها (3) وتفاوت عن الإدراك أبدها وندبهم لاستزادتها بالشكر لاتصالها (4) واستحمد إلى الخلائق بإجزالها وثنى بالندب إلى أمثالها (5) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كلمة جعل الإخلاص تأويلها وضمن القلوب موصولها (6) وأنار في التفكر معقولها الممتنع من الأبصار رؤيته ومن الألسن صفته ومن الأوهام كيفيته ابتدع الأشياء لا من شي‏ء كان قبلها (7) وأنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها (8) كونها بقدرته وذرأها بمشيته (9) من غير حاجة منه إلى تكوينها ولا فائدة له في تصويرها إلا تثبيتا لحكمته وتنبيها على طاعته وإظهارا لقدرته تعبدا لبريته وإعزازا لدعوته ثم جعل الثواب على طاعته ووضع العقاب على معصيته ذيادة لعباده من نقمته (10) وحياشة لهم إلى جنته (11) )


1- سبوغ النعم: اتساعها.

2- جمَّ: كثر.
3- نأى: بَعُد. وهكذا تفاوت.
4- ندبهم: دعاهم والاستزادة: طلب زيادة الشكر. وهكذا استحمد.

5- ثنى بالندب: أي كما أنه ندبهم لاستزادتها كذلك ندبهم إلى أمثالها من موجبات الثواب.

6- جعل القلوب محتوية لمعنى كلمة التوحيد.

7- أحدثها.

8- الاحتذاء: الاقتداء. وحذو النعل بالنعل أي قطع النعل على مثال النعل وقدرها.

9- ذرأها: خلقها.

10- ذيادة: منعاً.
11- حياشة لهم: سوقهم.

.،.

مصدر الخطبة : رواها عبدالله بن الحسن بإسناده عن آبائه
مصدر المفردات :
فاطمة من المهد إلى اللحد للسيد محمد كاظم القزويني


جــــوهرة الـــقدس مـــــن الكنز الخفي ** بــــــدت فــــــــأبدت عـــاليات الأحرف

أم أئـــــمـــة العـــــقـــــول الغـــرّ، بـــل ** (أم أبــــــيـــــها) وهـــو عـــــلّة العــلل

تمــــــثلّت رقــــيـــــــقــة الـــــوجــــــود ** لطـــــفة جــــــلَّـــت عـــــن الشــــــهود
تـصــــوّرت حـــــقــــيـــقة الـــــكــــمال ** بــــــصــــورة بـــــــديـــــــعة الجــــمال

فـــــــإنهــــــا الحــــوراء فـــي الــنزول ** وفــــــي الصــــــعود محـــــور العــقول

يمــــــثّل الـــــوجـــــوب فـــــي الإمكان ** عـــــــيانــها بــــــــأحســــن العـــــــيان

فـــــــإنّها قـــــطب رحـــــى الـــــــوجود ** فـــــي قــــــوسي الـــنزول والــــصعود
الأبيات للشيخ محمد حسين الكمباني الأصفهاني
و الله الموفق
يتبع ،