الأربعاء، 8 يونيو 2011

تراث المرجع الديني الراحل السيد محمد الشيرازي (قدس سره)


و لله الحمد .. تم إفتتاح مدونة وورد بريس جديدة تحتوي على كنوز من المعرفة من محاضرات المرجع الشيرازي الراحل (قدس سره) في فترة السبعينات أبان تواجده في دولة الكويت ..

محاضرات في شتى المعارف الإسلامية من أخلاق و تاريخ و فكر و سياسة و عقائد ..

رحم الله من نشر هذا العمل ..

الفاتحة على روح الإمام الراحل

http://ahmed7k.wordpress.com/

و هذا الرابط لمستخدمين الآي فون .. المحاضرات على الـ iTunes

http://itunes.apple.com/au/podcast/ahmed7k/id436940914




و الله الموفق



الجمعة، 25 فبراير 2011

رسالة الحرية

بسم الله الرحمن الرحيم

قبل اكثر من ألف عام ..بزغ نور الهي من مكة المكرمة على العالم أجمع ، فإرتجت جدران كسرى و انقصم طاقه ، ولم يبقَ سريرٌ لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوسا . ذاك النور كان نور ميلاد سيد البشرية محمد (ص) ، ذاك الرسول الذي بعثه الله رحمة للعالمين .

قال تعالى : (و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم)

هنا تجلّت عظمة نبي الرحمة (ص) ، فبعثته جاءت لتعيد لبني البشر إنسانيتهم ، و تذكرهم بالقيم التي يحملونها ، و تعيد للمستضعفين أمل البقاء و الحياة الطيبة ، و تضع حداً للإستكبار و الإستضعاف و الطغيان الذي كان شعار المجتمع المكي آنذاك. حتى إستطاع أن يصنع مجتمعاً حراً من المستضعفين الهاربين من رماد الإضطهاد و الإستكبار و يقوموا ببناء أكبر إمبراطورية على وجه الأرض آنذاك ، و يحطموا أكبر الإمبراطوريات كفارس و الروم.

أما اليوم ، و في عيد مولده (ص) المبارك ، كانت الشعوب المستضعفة مع موعد للعودة إلى الذات ، و العودة إلى انسانيتهم ، و لتذكرهم بقدراتهم التي حاول الطواغيت بشتى الطرق أن يحطمّوها تحت وطأة الإضطهاد و الجبروت ، فكما وصف الله عزوجل فرعون (فإستخف قومه فأطاعوه) ، إنتفضت الشعوب الإسلامية العربية في وجه طواغيتها .

قال تعالى : (و نريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين)

الشعوب الإسلامية بدأت بتحطيم الأغلال التي جثمت على صدورها لعشرات السنين ، و بدأ الطواغيت بسماع صرخات المستضعفين و هم يذكروهم بأنهم لا يزالوا أحراراً مجاهدين.

"ستبقى على الأرض أقدامنا
يخضّر بالدم كل صعيد
"

جسر الحرية لا يمكن العبور عليه إلا من فوق نهر الدم الأحمر ، فالحرية لا تؤخذ على أطباق من فضة أو ذهب ، بل بالتضحية و الجهاد و الشهادة ، هذا الذي أثبته شهداء تونس و مصر ، و تثبته اليوم دماء شهداء ليبيا و البحرين و اليمن . الشهيد في قبره هو الذي يزلزل عروش الجبابرة ، و ينقض مضاجعهم ، الحرية تؤخذ لا تًعطى ..

هنا تتجلى عظمة الشهيد ، فدمائه هي التي تهز ضمائر المستضعفين ، و تذكرهم بأنهم لا يزالوا يمتلكون أبسط حقوق الحياة ، و تذكرهم بإنسانيتهم التي سلبها فراعنة هذا الزمان .

قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا )

هناك ، و في ساحة المحشر ، سيكون رسول الله (ص) شاهداً على أمته ، شاهداً على من نهض في وجه الطغيان ، و قال كلمة الحق في طلب الحرية و العدالة ، شاهداً للدماء التي سالت من الشعوب لكي تهز عروش الطغاة ..

"السلام عليك يا رسول الله
السلام على المدفون في المدينة
السلام على المنصور المؤيد
السلام على أبي القاسم محمد (ص) "

و الله الموفق

السبت، 1 يناير 2011

الإمام زين العابدين (ع) و بناء الشخصية الرسالية

بسم الله الرحمن الرحيم

يحتوي التاريخ الإسلامي على نماذج عديدة من الشخصيات المتألقة في شتى المجالات ، و لكل منها دوره الذي أثرى به التاريخ الإسلامي بإنجازاته و عطائه. و بين هذه النماذج ، نرى بعض الأمثلة التي إرتقت حتى أصبحت مثالاً حياً للشخصية الإسلامية الكاملة بشتى أبعادها . و لكن و للأسف نرى التاريخ يبخل بحقهم و يحشرهم في زوايا ضيّقة . و من هذه القيادات العظيمة التي ظلم حقها التاريخ الإسلامي ، هو الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع) الذي حشره التاريخ في خانة العبادة و صوّره كناسك و راهب إلتزم العبادة في صومعته بعيداً عن الوضع الإسلامي العام. و للأسف ، فأنه يؤلمني أن أرى هذا الإجحاف و الإجحاد يأتي من إعلام الخاصة قبل العامة ، فلا نكاد نسمع في محفل من محافل أهل البيت عن سيرته المباركة إلا و نسمع عن عليل قضى عمره في المرض و كان شغله الشاغل البكاء و العبادة ناسياً مسؤوليته إتجاه المجتمع الإسلامي.

إن الوضع العام للدولة الإسلامية في زمن إمامة الإمام علي بن الحسين كان في أدنى مستويات الإنحطاط من خلال الأزمات السياسية مع جور حكام بني أمية ، بالإضافة إلى الأزمات الأخلاقية و الفكرية و الإجتماعي. يكفينا السنوات الثلاث الأولى من حكم يزيد بن معاوية التي إبتدأها بمقتل سيد الشهداء (ع) و مروراً بإباحة المدينة في واقعة الحَرّة و ختاماً بهدم الكعبة و رميها بالمنجنيق. هذه الأزمات و غيرها تركت أثراً بليغاً على واقع المجتمع الإسلامي ، و حولته إلى مجتمع مليء بالرذائل الأخلاقية و الأزمات الفكرية و الإجتماعية. هنا برز دور الإمام زين العابدين في إنقاذ هذا المجتمع الذي بناه جده المصطفى (ص) و بناء الشخصية الرسالية التي ضاعت هويتها آنذاك، فالإمامة أمان من الفرقة و طاعتهم (ع) نظام للملة كما قالت سيدة نساء العالمين (ع).

من أولى الأزمات التي اجتاحت المجتمع الإسلامي في زمن الإمام زين العابدين كانت الأزمة الدينية و العبادية ، خاصة بعد أن عاصر المسلمون حكاماً يرمون القرآن بالسهام كالوليد و آخر يؤم المسلمين لصلاة الصبح و هو ما يزال في نشوة السكر و العربدة. كانت للإمام السجاد وقفة راسخة في إصلاح هذه الأزمة مع تراثه العظيم الصحيفة السجادية (1) بالإضافة إلى مناجاته الخمسة عشر و بقية الأدعية المروية عنه (ع). هذه الصحيفة التي جعلت المسلم في إتصال تام مع ربه بالمناجاة و التضرع ، بالإضافة إلى أنها كانت مدرسة تحوي المعارف و العقائد الإسلامية و الفضائل الأخلاقية و ما إلى ذلك من المواضيع التي حاول الأمويين بث ما يضادها في المجتمع الإسلامي. و لا يمكن أن ننسى عبادته التي عرف بها حتى لقّب بزين العابدين .و قد روي عن أبي عبدالله الصادق (ع) : ( كان علي بن الحسين (ع) إذا قام في الصلاة تغير لونه فإذا سجد لم يرفع رأسه حتى يرفض عرقاً) (2) و روي إبنه الباقر (ع) أنه قال : (كان إذا قام في صلاته غشي لونه لوناً آخر ، و كان قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل ، كانت أعضاؤه ترتعد من خشية الله). (3)

أما في الجانب الثقافي و الرسالي ، فقد كان للإمام زين العابدين دوراً أساسياً في معالجة الوضع الراهن آنذاك. فقد تحرك (ع) من أجل بث روح الشريعة التي تحتوي على رفض الطواغيت و التهيئة من أجل حكم الله و العمل من أجل انقاذ الإنسان من براثن الظلم و العبودية. و من أروع إسهاماته (ع) في هذا الجانب كان في بناءه و تربيته لجيلاً رسالياً متألقاً من العبيد. فقد كان (ع) يشتري ألفاً من العبيد دفعة واحدة و يقوم بتربيتهم لمدة عام كامل، و من ثم يعتقهم و يتركهم ينتشرون بين أرجاء المجتمع الإسلامي و ينشروا قيم العدل و الحرية. أما الشق الثاني من هذا الجانب فكان متمثلاً برسالة الحقوق (4) الذي كتبها الإمام زين العابدين للذين يبحثون عن الدرجات العليا في الإيمان. فهي تشرح واجبات المؤمن و مسؤولياته إتجاه الخالق عزوجل و الناس بالإضافة إلى طبيعة العلاقة القائمة على اسس العدالة المثلى. بالإضافة إلى أن هذه الرسالة و غيرها من رسالات أهل البيت كانت بمثابة دروس مركّزة في التربية الرسالية بهدف بناء القدوات المثلى، و تحافظ على توازن الشخصية الإيمانية و تصونها من التطرف نحو جانب من الشريعة و إهمال سائر الجوانب.

أما الأزمة الإجتماعية ، فقد كانت من أشد الأزمات تأثيراً على المجتمع الإسلامي و بالأخص في المدينة المنورة بعد إن أباحها جيش يزيد بقيادة (مسرف) بن عقبة. هنا كان الدور الإجتماعي لزين العابدين الذي كان يمثل في المجتمع دور رسول الرحمة و المحبة و كان نبراساً يحتذى به في العمل التطوعي الخالص لوجه الله تعالى. فيذكر أنه مر ذات يوم بجماعة من المصابين بمرض الجذام و كان يتحاشاهم الناس خشية العدوى ، فدعاهم إلى بيته ، و أخذ بخدمتهم و تمريضهم و التخفيف من آلامهم. و كان الإمام يترصد قوافل الحج القادمة من شتى البقاع و يلتحق بها و يعمل خادماً للحجاج من غير أن يعرفوه، حتى أنه قال ذات يوم لقافلة من الحجاج أكتشفوا هويته (أنا أرغب دائماً ان أسافر مع قافلة لا يعرفني أحد منهم ، حتى أتمكن أن أحصل على سعادة خدمة المؤمنين و رفقاء الطريق). بالإضافة إلى أنه كان يرعى مئة بيت في المدينة بعد واقعة الحَرّة يحمل إليهم ما يحتاجون إليه. هذا بالإضافة إلى رسالة الحقوق التي قد سبق ذكرها و كيف أنها كانت تحدياً للأزمة الإجتماعية التي كانت تطوّق الأمة الإسلامية فيرجى مراجعتها لما تحتويه من حلول مثمرة للمشاكل الإجتماعية.

يروى في الحديث المأثور أنه "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" ، و هنا كان دور الإمام زين العابدين الرئيسي في التعامل مع الأزمة السياسية بعد مقتل سيد الشهداء (ع). فخطبته في الشام كانت أشبه ما يكون بالإعدام السياسي لحكم يزيد بن معاوية لما إحتوته من إسقاطات مدوية للتيار الأموي. فبدأ (ع) خطبته بذكر الله سبحانه و حذّر الناس من عقابه ، و من ثم بين الإمام خطه السياسي الأبلج الذي ينتهي إلى سيد المرسلين (ص) و بيان صفاتهم التي هي المثل العليا في اليقين و الإستقامة و الجهاد ، ثم أشهر زين العابدين ظلامة سيد الشهداء و بيّن للناس جريمة يزيد في قتل الحسين بعد أن كان تحت تخدير الإعلام الأموي الفاسد، و في نهاية خطابه إستطاع أن يزلزل عرش يزيد عندما إلتفت من فوق المنبر إلى يزيد و قال له بعد سماعه للشهادة الثانية من الأذان (محمد هذا جدّي أم جدك يا يزيد؟ فإن زعمت أنه جدك فقد كذبت و كفرت ، و إن زعمت أنه جدي فلم قتلت عترته؟). بالإضافة إلى بكاءه المستمرعلى أبيه الحسين طوال 35 عاماً ، و كان من خلال بكائه و نواحه يعمل على إحياء ذكرى ثورة سيد الشهداء و كان دائماً يذكر الناس بأسباب الثورة و قيامه من جهة و من هم الذين حاربوه و قتلوه من جهة أخرى.
و لم يقتصر جهاده السياسي في البكاء و تذكير الناس بالثورة ، بل إمتد إلى تأييد الثورات التي قامت بوجه بني أمية كثورة المختار و ثورة التوابين بقيادة سلمان بن صرد الخزاعي بصورة غير مباشرة. حتى يذكر أنه أرسل عمّه محمد بن الحنفية إلى قيادة ثورة المختار قائلاً له ( يا عم لو ان عبداً زنجياً تعصب لنا أهل البيت ، لوجب على الناس مؤازرته ، و قد ولّيتك هذا الأمر ، فاصنع ما شئت)
(5)

هكذا كانت حياة الإمام علي بن الحسين (ع) حتى أودع الله محبته في قلوب المؤمنين كما يذكر عندما أراد إستلام الحجر الأسود في موسم الحج فتنحى الناس عنه هيبة له. فقد قال (ع) في خطبته في الشام (أعطينا العلم ، و الحلم ، و السماحة ، و الفصاحة ، و الشجاعة ، و المحبة في قلوب المؤمنين).

هذا هو زين العابدين كما وصفّه رب العزة ( أَوَّلُهُمْ عَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ وَزَيْنُ أَوْلِيَائِيَ الْمَاضِينَ) (6) ، و كما قال رسول الله (ص) : (إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين زين العابدين؟ فكأني أنظر إلى ولدي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) يخطر بين الصفوف) (7) .. و مثل هذا الإمام العظيم يقاد أسيراً من بلد إلى بلد في مثل هذه الأيام !!

عظم الله أجورنا و أجوركم بذكرى إستشهاده (ع)
و إنا لله و إنا إليه راجعون ..
و الله الموفق ،

(1) الصحيفة السجادية pdf
http://www.4shared.com/document/yxZHKQHN/-_online.html
(2) الكافي ج 3 ص 300
(3) الخصال ج2 ص 517
)4) رسالة الحقوق pdf
http://www.4shared.com/document/9seQcCm9/_____.html
(5) البحار ج 45 ص 363
(6) الكافي ج 1 ص 527
(7) أمالي الشيخ الصدوق ص 331

المصادر
- نبذة عن حياة المعصومين لوالدة السيد محمد حسين الشيرازي
- الإمام السجاد قدوة و أسوة لسماحة السيد محمد تقي المدرسي
- حياة الأئمة الأطهار للشهيد مرتضى مطهري
- مقدمة في أصول الدين لسماحة الشيخ حسين الوحيد الخراساني
- التاريخ الإسلامي دروس و عبر لسماحة السيد محمد تقي المدرسي
- أوليات الإسلام لسماحة السيد هادي المدرسي
- سلسلة محاظرات حول سيرة الإمام زين العابدين لسماحة السيد نوري الكربلائي - حسينية الإمام الحسن العسكري الكويت 1432

الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010

أركان التوحيد -7- محمد بن علي الباقر (ع)

بسم الله الرحمن الرحيم
قبور أئمة البقيع ، بعد الهدم - المدينة المنورة

( وَابْنُهُ شِبْهُ جَدِّهِ الْمَحْمُودِ مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ عِلْمِي وَالْمَعْدِنُ لِحِكْمَتِي)
الكافي 1\527

..

من جواب الإمام محمد الباقر (ع) لوفد من فلسطين سألوه عن "الصمد"

( تفسير الصمد في خمسة أحرف ، فالألف دليل على إنيّته ، و هو قوله : شهد الله أنه لا إله إلا هو ، و ذلك تنبيه و إشارة إلى الغائب عن درك الحواس ، و اللام دليل على إلهيته (بلطفه) بأنه هو الله ، و الألف و اللام مدغمان لا يظهران على اللسان ولا يقعان في السمع ، و يظهران في الكتابة دليلان على أن إلهيّته خافية لا تدرك بالحواس ولا يقع في لسان واصف ولا أذن سامع ، لأن تفسير الإله هو الذي أله الخلق عن درك مائيّته و كيفيّته بحس أو بوهم ، لا بل هو مبدع الأوهام و خالق الحواس ، و إنّما يظهر ذلك عند الكتابة فهو دليل على أن الله سبحانه (أظهر) ربوبيته في إبداع الخلق و تركيب أرواحهم اللطيفة في أجسادهم الكثيفة ، فإذا نظر عبد إلى نفسه لم ير روحه ، كما أن لام الصمد لا تتبيّن ، ولا تدخل في حاسة من الحواس الخمس ، فإذا نظر إلى الكتابة ظهر له ما خفي و لطف ، فمتى تفكّر العبد في ماهيته الباري و كيفيّته أله فيه و تحيّر ولم تحط فكرته بشيء يتصوّر له ، لأنه عزوجل خالق الصور ، فإذا نظر إلى خلقه ثبت له أنه خالقهم و مركّب أرواحهم في أجسادهم .

و أمّا
الصاد فدليل على أنه عزوجل صادق وقوله صدق و كلامه صدق ، و دعاء عباده إلى اتباع الصدق بالصدق ، و وعد بالصدق دار الصدق.

و أما
الميم فدليل على ملكه و أنه (عزوجل) الملك الحق الذي لم يزل ولا يزال ولا يزول ملكه.

و أما
الدال فدليل على دوام ملكه و أنه عزوجل دائم تعالى عن الكون و الزوال ، بل هو (الله) عزوجل مكوّن الكائنات الذي كان بتكوينه كل كائن.

ثم قال: لو وجدت لعلمي الذي أتاني الله حملة لنشرت التوحيد و الإسلام و الدين و الشرايع من الصمد.
)
.،.

المصدر : التوحيد للصدوق


" وارثه منهم عبادة و علماً و زهادة أبو جعفر محمّد الباقر ، سمّي بذلك من بقر الأرض أي شقّها و أثار مخبآتها و مكامنها ، فلذلك هو أظهر من مخبآت كنوز المعرفة ، و حقائق الأحكام ، و الحكم و اللطائف ، ما لا يخفي إلا على منطمس البصيرة ، و فاسد الطوية و السريرة . و من ثم قيل فيه هو باقر العلم و جامعه و شاهر علمه و رافعه ، صفى قلبه ، و زكة علمه و عمله ، و طهرت نفسه ، و شرف خلقه ، و عمرت أوقاته بطاعة الله ، و له من الرسوم في مقامات العارفين ما تكلّ عنه ألسنة الواصفين"

بن حجر في الصواعق المحرقة ص 201

و الله الموفق
يتبع إن شاءالله

الأحد، 26 ديسمبر 2010

أركان التوحيد -6- علي بن الحسين زين العابدين (ع)

بسم الله الرحمن الرحيم
جنة البقيع الغرقد بعد الهدم - المدينة المنورة

( أَوَّلُهُمْ عَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ وَزَيْنُ أَوْلِيَائِيَ الْمَاضِينَ) الكافي 1\527

..

من دعاء الإمام علي بن الحسين (ع) في التحميد لله و الثناء عليه

( الحمدلله الأول بلا أول كان قبله ، و الآخر بلا آخر يكون بعده ، الذي قصرت عن رؤيته أبصار الناظرين ، و عجزت عن نعته أوهام الواصفين ، ابتدع بقدرته الخلق إبتداعا ، و اخترعهم على مشيئته إختراعا ، ثم سلك بهم طريق إرادته ، و بعثهم في سبيل محبته ، لا يملكون تأخيراً عما قدّمهم إليه ، ولا يستطيعون تقدّماً إلى ما أخّرهم عنه ...
تقدسّت أسماؤه و تظاهرت آلاؤه لا يُسأل عمّا يَفعل و هم يُسألون و الحمدلله الذي لو حبس عن عباده معرفة حمده على ما أبلاهم من مننه المُتتابعة ، و أسبغ عليهم من نعمه المتظاهرة لتصرّفوا في مننه فلم يحمدوه ، و توسعواً في رزقه فلم يشكروه
...
و الحمدلله على ما عرّفنا من نفسه و ألهمنا من شكره و فتح لنا من أبواب العلم بربوبيته ، و دلّنا عليه من الإخلاص له في توحيده ، و جنّبنا من الإلحاد و الشك في أمره
)

.،.

من دعائه (ع) في تمجيد الله عزوجل

( الحمدلله الذي تجلّى للقلوب بالعظمة ، و احتجب عن الأبصار بالعزة ، و اقتدر على الأشياء بالقدرة، فلا الأبصار تثبت لرؤيته ، و لا الأوهام تبلغ كنه عظمته ، تجبّر بالعظمة و الكبرياء ، و تعطّف بالعز و البر و الجلال ، و تقدّس بالحُسن و الجمال ، و تمّجد بالفخر و البهاء ، و تجلّل بالمجد و الآلاء ، و استخلص بالنور و الضياء ..
خالق لا نظير له ، و أحد لا ندّ له ، و واحد لا ضد له ، و صمد لا كفو لهه ، و إله لا ثاني معه ، و فاطر لا شريك له ، و رازق لا مُعين له ، و الأول بلا زوال ، و الدائم بلا فناء و القائم بلا عناء ، و المؤمن بلا نهاية و المبدئ بلا أمد ، و الصانع بلا أحد ، و الرب بلا شريك و الفاطر بلا كلفة ، و الفعّال بلا عجز
..
ليس له حدٌّ في مكان ، ولا غاية في زمان ، لم يزل ولا يزول و لن يزال ، كذلك أبداً هو الإله الحي القيوم الدائم القادر الحكيم
)

.،.

قال (ع) عند سماعه الأذان في مجلس الكوفة
( كبرت كبيراً لا يقاس ، ولا يدرك بالحواس ، ولا شيء أكبر من الله )
.،.

المصدر : الصحيفة السجادية

وَ لَيْسَ قَوْلُكَ مَنْ هذا بِضائِرِهِ ** ألْعُرْبُ تَعْرِفُ مَنْ أنْكَرْتَ و الْعَجَمُ
أللَّهُ شَرَّفَهُ قِدْماً و فَضَّلَهُ ** جَرى بِذاكَ لَهُ فِي لَوْحِهِ القَلَمُ
مُشْتَقَّةٌ مِنْ رَسولِ اللَّهِ نَبْعَتُهُ ** طابَتْ عَناصِرُهُ و الخِيمُ و الشِّيَمُ
يَنْشَقُّ ثَوْبُ‏ الدُّجى عَنْ نورِ غُرَّتِهِ ** كاَلشَّمْسِ يَنْجابُ عَنْ إِشْراقِهَا الْقَتَمُ
إِذا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قالَ قائِلُها ** إِلى مَكارِمِ هذا يَنْتَهي الْكَرَمُ
يُغْضِي حَياءً و يُغْضى مِنْ مَهابَتِهِ ** فَما يُكَلَّمُ إِلاّ حِينَ يَبْتَسِمُ
يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرفانَ راحَتِهِ ** رُكْنُ الْحَطِيمِ إِذا ما جاءَ يَسْتَلِمُ
الأبيات للفرزدق همام بن غالب

و الله الموفق
يتبع،


السبت، 25 ديسمبر 2010

أركان التوحيد -5- الحسين بن علي الشهيد (ع)

بسم الله الرحمن الرحيم

القبة الحسينية المقدسة - كربلاء

(
وجعلت حسينا خازن وحيي وأكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة، فهو أفضل من استشهد وأرفع الشهداء درجة. جعلت كلمتي التامة عنده وحجتي البالغة معه بعترته اثيب واعاقب) الكافي 1\527

..

من دعاء الإمام الحسين (ع) في عرفة

( الحمدلله الذي ليس لقضائه دافع ، ولا لعطائه مانع ، ولا كصنعه صنع صانع ، و هو الجواد الواسع ، فطر أجناس البدائع و أتقن بحكمته الصناع ، لا تخفى عليه الطلائع ، ولا تضيع عنده الودائع ، جازي كل صانع ، و رابش كل قانع ، و راحم كل ضارع ، و منزل المنافع و الكتاب الجامع بالنور الساطع ...

إلهي ترددي في الآثار ، يوجب بعد المزار ، فإجمعني عليك بخدمة توصلني إليك ، كيف يستدل عليك ، بما هو في وجوده مفتقر إليك ، أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك ، حتى يكون هو المظهر لك ؟ متى غبت حتى تختاج إلى دليل يدل عليك ، و متى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك ، عميت عين لا تراك عليها رقيبا ، و خسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبا
...

و انت الذي لا إله غيرك ، تعرفت لكل شيء فما جهلك شيء ، و أنت الذي تعرَّفت إليًّ في كل شيء ، فرأيتك ظاهراً في كل شيء ، و أنت الظاهر لكل شيء ، يا من استوى برحمانيته فصار العرش غيباً في ذاته ، مَحَقتَ الآثار بالآثار ، و مَحَوت الأغيار بمحيطات أفلاك الأنوار ، يا من احتجب في سرادقات عرشه عن أن تدركه الأبصار ، يا من تجلى بكمال بهائه فتحققت عظمته من الإستواء ، كيف تخفى و أنت الظاهر ؟ أم كيف تغيب و أنت الرقيب الحاضر ؟
)

.،.

من كلام لسيد الشهداء (ع) عن معنى كلمة (الصمد)

( الصمد : الذي لا جوف له
الصمد : الذي قد انتهى سؤدده
الصمد : الذي لا يأكل ولا يشرب
الصمد : الذي لا ينام
الصمد : الدائم الذي لم يزل ولا يزال
)

.،.


من جوابه (ع) لسؤال نافع بن الأزرق عندما قال : صف لنا إلهك الذي تعبده ؟

( يا نافع ، إن من وضع دينه على القايس لم يزل الدهر في الإرتماس ، مائلاً عن المنهاج ، ظاعناً في الإعوجاج ، ضالاً عن السبيل ، قائلاً غير الجميل . يا بن الأزرق ، أصف إلهي بما وصف به نفسه و أعرّفه بما عرّف به نفسه ، لا يدرك بالحواس ، و لا يقاس بالناس ، فهو قريب غير ملتصف ، و بعيد غير مقتصَ ، يوحّد ولا يبعّض ، معروف بالآيات ، موصوف بالعلامات ، لا إله إلا هو الكبير المتعال)

.،.

من خطبة له (ع) في التوحيد

(أيّها الناس اتّقوا هؤلاء المارقة الّذين يشبّهون الله بأنفسهم، يضاهئون قول الّذين كفروا من أهل الكتاب، بل هو الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، ﻻ تدركه الأبصار، وهو يُدرك الأبصار، وهو اللّطيف الخبير، استخلص الوحدانيّة والجبروت، وأمضى المشيئة والإرادة والقدرة والعلم بما هو كائن، ﻻ منازع له في شيء من أمره، ولا كفو له يعادله، ولا ضدّ له ينازعه، ولا سميّ له يشابهه، ولا مثل له يشاكله، ﻻ تتداوله الامور، ولا تجري عليه الأحوال، ولا تنزل عليه الأحداث، ولا يقدر الواصفون كنه عظمته، ولا يخطر على القلوب مبلغ جبروته، لأنّه ليس له في الأشياء عديل، ولا تدركه العلماء بألبابها، ولا أهل التفكير بتفكيرهم إلاّ بالتحقيق إيقاناً بالغيب، لأنّه ﻻ يوصف بشيء من صفات المخلوقين، وهو الواحد الصمد، ما تصوّر في الأوهام فهو خلافه، ليس بربّ من طرح تحت البلاغ، ومعبود من وجد في هواء أو غير هواء.

هو في الأشياء كائن ﻻ كينونة محظور بها عليه، ومن الأشياء بائن ﻻ بينونة غائب عنها، ليس بقادر من قارنه ضدّ، أو ساواه ندّ، ليس عن الدهر قدمه، ولا بالناحية أممه، احتجب عن العقول، كما احتجب عن الأبصار، وعمّن في السماء احتجابه كمن في الأرض، قربه كرامته، وبعده إهانته، ﻻ تحلّه في، ولا توقّته إذ، ولا تؤامره ان، علوّه من غير توقّل، ومجيئه من غير تنقّل، يوجد المفقود، ويفقد الموجود، ولا تجتمع لغيره من الصفتان في وقت، يصيب الفكر منه الإيمان به موجوداً ووجود الإيمان ﻻ وجود صفة، به توصف الصفات لابها يوصف، وبه تعرف المعارف لابها يعرف، فذلك الله ﻻ سميّ له سبحانه، ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير. )
.،.

المصادر : 1- مفاتيح الجنان
2- كلمة الإمام الحسين (ع) للشهيد السيد حسن الشيرازي
http://www.alshirazi.com/compilations/library/h_shirazi/mk/k_hussain/fehres.htm

وفيه رسول الله قال وقوله ** صحيح صريح ليس في ذلكم نكر
: حبي بثلاث ما أحاط بمثلها ** ولي فمن زيد هناك ومن عمرو؟
له تربة فيها الشفاء وقبة ** يجاب بها الداعي إذا مسه الضر
وذرية ذرية منه تسعة ** أئمة حق لا ثمان ولا عشر
أيقتل ظمآنا حسين بكربلا ** وفي كل عضو من أنامله بحر؟
ووالده الساقي على الحوض في غد ** وفاطمة ماء الفرات لها مهر
الأبيات لإبن العرندس الحلي
هذا هو الحسين (ع) .. أيقتل !!


و الله الموفق
يتبع ،