الجمعة، 19 سبتمبر 2008

ذاك هو عليّ (ع)

بسم الله الرحمن الرحيم
ذاك هو عليّ (ع)

و أتى ذلك اليوم .. يمشي علي (ع) وحيداً بين أزقة الكوفة .. لم يبقي له الأجل من صديق ..
عمار ، أباذر ، سلمان ، المقداد .. كلهم قد ارتحلوا إلى الرفيق الأعلى ..
و ها هو اليوم .. الذي يلتقي فيه علي مع الأجل الذي لطالما هرب من سيفه ..
فكم من المرات .. رآه الأجل و هو يخاطب رسول الله حزيناً .. :
( يا رسول الله أرأيت كيف فاتتني الشهادة؟) ..
فيأتي الجواب من سيد الخلق (ص)..:
(إنها من ورائك يا علي) ..!!

ها هو عليّ .. يشد مئزريه .. و يرثي نفسه !

إشدد حيازيمك للموت فأن الموت لاقيكا
ولاتجـزع من المــوت إذا حـل بـواديـكا
ولا تـغـتـر بالـدهـر وإن كـان يـواتـيـكا
كما أضحكك الدهر كذاك الدهر يبكيكا

ما هي إلا لحظات .. و يهتف الروح الأمين بين السماء و الأرض ..:
تهدمت و الله أركان الهدى ..!!

نعم ، فقد غيل عليّ في محرابه .. بعد أن رسم حياةً من العدل و الفضيلة و الإيمان و الشجاعة و التسليم و العرفان و و و ..!
..
على مر السنين .. أرادوا قتال عليّ .. و كم أرادوا الحطّ من شخصيته و منزلته .. إما بالسيف او بالقلم ..!!
نصبوا المنابر .. لسبه و لعنه
قاتلوا و قتلوا ولده و مواليه
حتى الأحاديث .. إختلقوها للنيّل من عظمة عليّ

و لكن .. مع كل هذا .. يبقى عليّ صرح مجد لا يسامي .. و يخلّد اعدائه في مزابل التاريخ ..

حتى ترى ذلك الشاعر المؤمن .. و هو يخاطب قبر معاوية ..
قم وارمق النجف الشريــــف بنظرة (،) يرتد طرفك وهو بـــــــــاك
أرمدُ
تلك العظــــــــام أعز ربك قــــدرها (،) فتـــــكاد لولا خــــــوف ربك تعبدُ

..

عليّ (ع) .. كان مِشعلاً للعدل .. في زمن إنتشرت فيه المظالم ..
ففي فترة حكمه القصيرة .. خاض ثلاثة حروب ضد جماعات أرادت لعليّ أن يميل لأهوائهم ..
"حتى قتل الناكثين و القاسطين و المارقين" ..!!

هم أرادوا لعليّ .. أن يكون معاوية .. !!
و لكن هيهات ..

فهو القائل : (والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته) ..
و هو القائل أيضا : (يابن عباس أترى لهذه النعل ـ وكان يخصفها لأنها بالية ـ إنّها أعظم من إمرتكم هذه إلا أن أقيم حقاً وأدفع باطلاً) ..

فلم يكن الحكم إلا وسيلة ..
أما العدل .. فكان الغاية ..
..
و في الختام .. لا بد من ذكر مقولة الكاتب اللبناني جبران خليل جبران -المسيحي- ..:
( إن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كلام الله الناطق ، وقلب الله الواعي ، نسبته إلى من عداه من الأصحاب شبه المعقول إلى المحسوس ، وذاته من شدة الإقتراب ممسوس في ذات الله )

فعلي (ع) .. هو صوت العدالة الإنسانية
ذاك هو عليّ
.،.

و الله الموفق
عظّم الله أجوركم بهذا المصاب الجلل

الصورة لـ
NAVIDRAHIMIRAD

هناك 3 تعليقات:

Boshehry يقول...

"فصبرت و في العين قذى و في الحلق شجى أرى تراثي نهبا"

نعم ذاك هو علي (ع) الصابر

عظم الله أجوركم

Safeed يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
Safeed يقول...

لبس الإسلام أبراد السواد

يوم أردى المرتضى سيف المرادي

ليلة ما أصبحت إلا وقد

غلب الغي على أمر الرشاد

والصلاح إنخفضت أعلامه

وغدت ترفع أعلام الفساد

ما رعى الغادر شهر الله في

حجة الله على كل العباد

.
.
عظم الله أجورنا و أجوركم .