الأحد، 15 فبراير 2009

أنت درب السالكين ..!!

بسم الله الرحمن الرحيم





رُوِيَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ ( عليه السلام ) أَنَّهُ قَالَ : " عَلَامَاتُ الْمُؤْمِنِ خَمْسٌ : صَلَاةُ إحدى و خَمْسِينَ ، وَ زِيَارَةُ الْأَرْبَعِينَ ، وَ التَّخَتُّمُ فِي الْيَمِينِ ، وَ تَعْفِيرُ الْجَبِينِ ، وَ الْجَهْرُ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " (1)

في كل عام ، تتحول أرض كربلاء إلى مسرحاً يضم أسمى معاني الإنسانية للملايين من العشاق ، يزحفون من كل حدب و نسل ، ليجددوا البيعة مع المولى الحسين (ع).
ترى من هو ماشياً على قدميه إتجاه قبر الحسين (ع) ، بإختلاف الأعمار و الأعراق ، الثقافات و الأحزاب و حتى المذاهب و الأديان ، الكل يزحف إتجاه الحسين (ع) ، فالحسين هو رحمة الله الواسعة ، التي صبّها الله عزوجل على خليقته صبا.
العقل و العاطفة ، هما المحركان الأساسيان لهذه الحركة الجماهيرية المليونية التي تشهدها كربلاء في كل عام ..
فالملايين يقصدون الحسين ، ليجددوا البيعة معه على رفض الظلم و الطغيان و إعلاء كلمة الحق مع التمسك بالإباء و الكرامة التي انتشلها ابي عبدالله من دوامة الضياع ..
و الملايين يقصدونه على الأقدام مواساة لآل الحسين التائهين في الفلوات بعد مصرعه (ع) ..
و هناك ملايين أخرى ، قصدته حباً فيه و إيماناً بأنه و أهل بيته (ع) مقصداً لمرادهم و باباً لحوائجهم ..
كلٌ يقصد الحسين حسب ثقافته و نيّته ، و الحسين هو الجواد الكريم ، لا يطرد من قصده ، حاشاه ..!!


ذكرى الأربعين بما تحتويه من ذكريات و مآسي على آل بيت النبوة (ص) ، تتضمن علامة من علامات المؤمنين ،
فزيارة المؤمنين للحسين (ع) هي فرصة لتجديد بيعة الولاء معه و إطلاق صرخات الحرية و الإباء أمام العالم أجمع ..

إستوقفتني لقطة شاهدتها على أحد القنوات الفضائية قبل كم يوم ، يصور المشهد فيها أحد المصابين (و هو من فئة الصم ) بالإنفجار الأخير الذي قام به التكفيريون، يصور المشهد أحد هؤلاء المصابين و قد قتل أحد أصدقائه ، و قد سأله المذيع بالإشارة عن اذا كان سيعود إلى وطنه بسبب هذا الإنفجار ؟ ما ادهشني كان إجابة هذا الموالي الأصم بالإشارة بالنفي و انهم سيكملون رحلتهم إلى مثوى الحسين و كيف ان الإرهاب و مهما كان من دموياً لم و لن يثني عشاق الحسين (ع) من الوصول إلى ضريح سيد الشهداء.


هؤلاء هم محبين الحسين ، أسكرتهم نشوة العشق عن رؤية الدماء و الأخطار التي تحيط بهم ، و مهما إستكبر الإرهاب بما يقوم به من قتل و تفجير ، فهذا لن يثني العشاق من الوصل إلى قبة الكرامة و الإباء ..
فهذا الإمام الهادي (ع) يأمر أصحابه بعدم التوقف عن زيارة الحسين (ع) حتى و ان تطلب الأمر ان يقتل من كل عشرة زوار تسعاً و يعذبون و تقطّع أياديهم ..

إن قضية الحسين يجب أن تبقى مشتعلة في قلوب المؤمنين ، مهما كانت الظروف ..
كما صرّح بذلك جده المصطفى (ص) بقوله " ان لقتل الحسين حرارة فى قلوب المؤمنين لا تبرد ابدا." (2)

مقطع فيديو ، يحتوي على كلمة قصيرة لسماحة السيد هادي المدرسي (حفظه الله) ، بعد أحداث التفجيرات التي قام بها التكفيريون في العام 1425 ..




"عاشوراء ، تعيد سنوياً للقلوب المقهورة
التي سلبت -في هذا العصر-
حق الإختيار ، بل حتى حق الإحساس،
و للعيون التي سلبت حق الرؤية بل حتى حق البكاء،
و للحناجر التي سلبت حق الصراخ بل حتى حق الأنين ،
تعيد لها حقها السليب
."
(3)

(1) تهذيب الأحكام : 6 / 52 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي
(2) جامع احاديث الشيعة، ج 12، ص556
(3) الحسين وارث آدم :الدكتور علي شريعتي
* عنوان المقال من قصيدة للشاعر مهدي جناح الكاظمي

و الله الموفق
.،.

أحمد

هناك 4 تعليقات:

Haydar Al.Maateeq يقول...

هو الحسين وكفى ...

حقاً .. كربلاء .. الجنة

B.A يقول...

صورة مهيبة ..

لا اعلم ماهو السر الذي يجعلنا ليس عشاقا فقط بل متيمين بكل حرف من اسم الحسين عليه السلام !!

الفيدرالي يقول...

مدونة تستحق المتابعة

بارك الله فيك عزيزي أحمد

تمنياتي لك بالتوفيق و السداد

و تقبل مروري الأول ولن يكون الأخير بإذن الله تعالى

غير معرف يقول...

السلام عليكم ...

اللهم احرق من قتل الحسين ومن رضي بقتل الحسين ومن خذل الحسين ومن قتل أئتمة المسلمين من الصحابة الاطهار.. قتل الحسين ينكره كل من السنة والشيعة في العالم ومعروف أن يزيد لا يحتسب من أهل السنة والجماعة لكونه طاغية وظالم في حكمة وهذا ما عرف عنه خلال فترة حكمه، لا أحد من أهل السنة يتبرك او يفتخر بهذا الدكتاتور او بأي احد مس بالصحابه وبآل بيت النبي بسوء.
رداً على أول ما كتبته في المقالة: (" عَلَامَاتُ الْمُؤْمِنِ خَمْسٌ : صَلَاةُ إحدى و خَمْسِينَ ، وَ زِيَارَةُ الْأَرْبَعِينَ ، وَ التَّخَتُّمُ فِي الْيَمِينِ ، وَ تَعْفِيرُ الْجَبِينِ ، وَ الْجَهْرُ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ")
اخي احمد، المسلمون مرجعهم ماذا؟ اليس مرجعنا هو القرآن وسنة الرسول في اقواله وافعاله؟
صلاة احدى وخمسين هي ،كما قرأتها من مصادركم، هي الصلوات الواجبه والنوافل. النوافل ليست واجباً على المؤمن ولا يتم إيمانه اذا فعلها وكذلك لن ينقص من إيمانه شي اذا تركها. زيارة الأربعين اذا كانت للترحم فقط فانا لا ارى ما يخالف ذلك ولكن لتعظيم مكانة القبر وقداسته باعتباره موازياً لمكانة الحرم المكي الشريف واللطم والصياح وما الى ذلك من بدع لا يرضاها الله، فانا ارى مخالفة لقواعد ثابته ارساها رسول الله صلى الله عليه وسلم في رسالته. فلم يأمرنا رسول الله بفعل ذلك واركان الايمان ثابتة في الاسلام وهي اعظم من هذا الحديث الذي لا أرى فيه أرساء مكارم الاخلاق..
لما سئل النبي عن معنى الإيمان قال: {أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر, وتؤمن بالقدر خيره وشره}
لا تحتاج لأحد ليعلمك معنى الايمان الصحيح الذي يقبله عقلك لأن الله تعالى ذكر ذلك بوضوح قبل ان يخترعها صاحب ذاك الحديث. ستجد في عدة آيات في كتابه الكريم عن صفات المؤمنين وسأذكر لك هذه الآيات لتكون لك طريق نور إلى الإيمان الذي اراده الله لي ولك.

قال تعالى :{‏ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ *} ( سورة الأنفال 2-4 ).

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ *} (الأنفال 74 )


{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ‏} .
(‏ التوبة‏ 71).


وقال تعالى : {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11) ( سورة المؤمنون) .


وقال تعالى :{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }( سورة النور 62 )


وقال تعالى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } (الحجرات 10).

- {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } ( الحجرات 15 ).

وهذه بعض آيات الآيمان من كتاب الله فانظر وقارن ايهما افضل كلام المحدث ام كلام الله تعالى.. اترك لك المجال للتفكير


تقبل خالص تحياتي وتقديري