الجمعة، 16 يناير 2009

2- المسؤولية و شروط تحقيق الهدف

بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة في كتاب - ثورة الإمام الحسين (ع)
للشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)

2- المسؤولية و شروط تحقيق الهدف
o شروط الثورة الناجحة و كيفية توافر كل شرط في نهضة الحسين (ع) :
1- الشرط الإلهي للثورة:
·أن تكون الثورة مرتبطة بالله سبحانه
·عندما ترتبط اي حركة بالله عزوجل ؛ فستشمل هذه الحركة ابعاد لا محدودة ، تشمل عالم الدنيا و الآخرة ، فكل حركة سيكون لها طعم آخر لإرتبطاها لله.
. مثال : الألم ان كان في وجه الله ، سيكون له طعم آخر و سيكون هناك القدرة على تحمل الألم في سبيل الخلاص من آلام الآخرة
· نهضة الإمام الحسين (ع) : قوله عليه السلام في وصيته إلى أخيه محمد بن الحنفية (أريد أن آمر بالمعروف و أنهى عن المنكر و أسير بسيرة جدي .... فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ...) ، فثورته كانت للدفاع عن مفاهيم الإسلام التي نصها الله تعالى و امر بها .

2- الشرط الإنساني للثورة :
· أن تكون مهتمة بكل المعاني التي فطر الله عليها الإنسان.
- مقارعة الظلم و الدعوة للعدل
- كرامة الإنسان و عزته و حريته
· نهضة الإمام الحسين (ع) : فهو (ع) كان يؤكد على قضية رفض الظلم ، و من الشواهد على هذا الكلام قوله (ولا أرى الموت إلا سعادة و الحياة مع الظالمين إلا برما) بالإضافة إلى خطابه عند لقائه الحر (أيها الناس إن رسول الله قال : من رأى سلطاناً جائرأً ... فلم يغير عليه بفعل أو قول ، كان حقاً على الله أن يدخله مدخله)

3- الشرط العلمي للثورة :
· أن يكون وراء هذه الحركة عقل يخطط لها تخطيطاً علمياً دقيقاً ، إلا فستكون هذه الثورة مجرد إنفعالات عاطفية و من الممكن ان تتحول إلى فوضى إجتماعية .
· فهناك إختلاف بين :
أ- الشهادة إن كانت في المبادرة (كما كانت في نهضة الإمام الحسين)
ب- الشهادة في حالة ردة الفعل (كحال الكثير من الشهداء في أي هجوم عسكري من دون تخطيط)
· نهضة الإمام الحسين: موقفه من البيعة ، ذهابه إلى مكة و بقائه فيها حتى يوم التروية ، إرساله لمسلم بن عقيل إلى الكوفة ، الرسائل و الكتب ، اصطحابه لنسائه و عياله إلى كربلاء ... كلها كانت بتخطيط دقيق.

4- الشرط العاطفي للثورة :
· فالثورة تحتاج إلى جانب وجداني يحركها و تثير كوامن الحب و المشاعر في نفس الجماهير بإتجاه القضية.
· و الجانب الوجداني و العاطفي يمثل وقود الحركة أو الثورة لإستمراريتها .
· نهضة الإمام الحسين (ع) : بذل الحسين لجميع ما يملك في سبيل الله ، و بالطريقة الوحشية التي قام بها جيش بني أمية ، كل هذا حرك مشاعر و وجدان الأمة على الحسين فترى ذكراه في كل عام مع دموع الموالين و حتى غير المسلمين.

5- الشرط الجماهيري للثورة :
· أن يكون للثورة قاعدة واسعة من الأمة تتفاعل معها و تؤمن بمفاهيمها و شعاراتها و أهدافها.
· فالهدف الحقيقي في أي ثورة هو عملية لتغيير واقع الأمة إما اجتماعيا ، دينياً أو سياسياً
· نهضة الإمام الحسين (ع) : كتب أهل الكوفة كانت تمثل هذا البعد الجماهيري للنهضة الحسينية و الثورات التي انبثقت من الكوفة كلها تدل على البعد الجماهيري الذي اكتسبته نهضة الإمام الحسين (ع) .

o ثورة الإمام الحسين كانت تتحرك بإتجاه خطين واضحين :
· الخط الظاهري المعلن : و هو الإطاحة بحكم يزيد الفاجر
. الخط الواقعي : الذي كان يهدف إلى إصلاح الأمة و معالجتها من الأمراض من فقدان الضمير و فقدان الإرادة .

يتبع ..
.،.
و الله الموفق

الصورة لـNavidesign

هناك 3 تعليقات:

m.alsayahi يقول...

احسنت

بارك الله بقلمك يا بوشهاب

و موضوعك و تلخيصك للكتاب قمة في الروعة و يوصل المضمون الى عقل القارئ

و لكن الثورات و الحركات و الاحزاب و التكتلات و كل ما يطلق من اسماء تافهة على أي تجمع في زمننا الحالي .. هل تراهم يلتزمون بأفكار قادتهم و مؤسسيهم ابتداء برسول البشرية المصطفى الاعظم صلوات الله عليه الى آخر شهيد سقط يدعوا الى الله ام ينسون المبادئ و الافكار التي ساروا عليها لنيل الكرسي و بمجرد نيله ينسون ما كانت تلك الاهداف و تأخذهم نشوة الحكم و السلطان عن تطبيق الاهداف و الرؤى التي وضعها المؤسسون السالف ذكرهم


عذرا على التعليق الطويل


و شكرا مجددا على الموضوع الرائع و تلخيصلك الاروع

علي حيدر النويسندي يقول...

Ahmed.K.A

عساك على القوه وما قصرت
وانا في انتظار التحديث وتكملة القراءه في الكتاب .

Ahmed.K.A يقول...

m.alsayahi

أشكرك على المرور الكريم المثمر ..

مسئلة الثورات على مر التاريخ تكون بداياتها غالباً لأسباب نبيلة و لمبادئ حسينية و تسير على نهج الحسين .. مع مر الوقت و بسبب النزاعات الخارجية و الداخلية .. تنحرف بعضها عن جادة الحق ..

السياسة قذرة.. و بسبببها قامت ثلاثة حروب على مولى الموحدين لانه (ع) لم يسير كما تهوى تلك السياسة ..

و هذه السياسة اليوم هي سبب أغلب مشاكل الأحزاب و التيارات العسكرية الحزبية ..

فحتى يتمكن الكثير من الأحزاب الوصول الى هدفها .. يجب عليها ان تقوم ببعض المناورات و سوالف (من تحت لي تحت) .. فالمعاملات السياسية تختلف كثيراً عن المعاملات اليومية ..

مثال : صديقك اليوم .. عدوك في الغد و العكس صحيح ...

شكراً على المرور مرة اخرى

Q8_Q8
تشكر على المرور ..

و ان شاءالله قريباً التكملة