الأحد، 4 يناير 2009

طواف الحسين (ع)

بسم الله الرحمن الرحيم
طواف الحسين (ع)

على مر العصور ، كانت البشرية بحاجة إلى من يوقظها من سباتها العميق و ينتشلها من الجهل. و قد عُرٍف العظماء بأدوارهم التي يقومون بها في سبيل هذه الغاية ، الا و هي تحرير البشرية من أغلال الجهل و السيّر بها نحو دروب الكمال.

في العام60 للهجرة ، كان الحجيج ما يزالون بانتظار يوم عرفة و لكنهم و في ليلة التروية ، واجهوا صدمة قوية برؤية الحسين (ع) يقوم بأعمال العمرة المفردة و يغادر مكة المكرمة متجهاً إلى جهة العراق ليعلن للعالم الإسلامي نهاية عصر السكوت و الخوف و يعلن بداية نهضة مصيرية على واقع المجتمع الإسلامي بمقولته الخالدة ( إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي.. )

إن الإتجاه الذي سلكه الإمام الحسين (ع) كان منعطفاً مصيرياً و حاسماً في التاريخ الإسلامي أحيى ضمير الأمة و حرّر إرادتها المسلوبة آنذاك.

فمن مظاهر موت الضمير الإنساني قطع الماء عن مخيم الحسين (ع) و بشاعة قتله هو و أصحابه ، بالإضافة إلى التردي الأخلاقي و نقض العهود و المواثيق التي عهدوها و عقدوها زعماء الكوفة للحسين (ع) و منهم شبث بن ربعي و حجار بن أبجر.

أما إرادة الأمة الإسلامية آنذاك فقد كانت مسلوبة بإستخدام الدينار و المجوهرات و "العسل"* التي من خلالها أعميت القلوب لترتكب هذه الجريمة في حق ريحانة رسول الله (ص) أو كما

فكما قال الدكتور علي شريعتي** ( و قد صنع – الحسين- عاشوراء من الكرامة المجروحة التي تحن إيلى الأنين و لكنها تأبى و تستحي ، و من الوداعة المفروضة على الوجوه التي تكتم في داخلها رياح التمرّد و الثورة ، صنع منها : "شهيداً يتحرك و يخطو على الأرض")

ترك الحسين (ع) الكعبة ورائه و اتجه إلى طواف من نوع آخر ، طوافٌ حول أجساده صحبه و أهل بيته ، حتى أضحى جسده الشريف كعبة للعشاق في شتى بقاع العالم و لتبقى تضحياته و عطائه يوم الطف نبراساً يضيء للأمة الإسلامية طريقها المظلم بين طرقات و دهاليز الزمان.

.،.
و الله الموفق


* " إن لله جنود من عسل" معاوية
** كاتب و مفكر إيراني

الصورة للمبدع NAVIDRAHIMIRAD

هناك 7 تعليقات:

Hussain.Makki يقول...

طاف الحسين ( ع ) ..
كما طافت زينب ( ع ) .. !

M - SHMSAH يقول...

و طفت بقبرك طوف الخيال

بصومعة الملهم المبدع

***

ما أروع أن يكون لنا حسينا ..

Haydar Al.Maateeq يقول...

طواف بإحرام أسود ..

والوقوب بتل الزينبي من أعظم شعائر هذا الحج ..

رزقنا الله واياكم لحج الحسين ع

bhr.qadsaweya يقول...

مأجور
ما اعظم مصابك يا ابا عبد الله الحسين...
السلام عليك يا ابا عبد الله الحسين

joe يقول...

ارجو التخلص من المدونين المتطفلين
http://my-name-is-joy.blogspot.com/2009/01/blog-post_07.html

و

http://kazmawy.blogspot.com/2009/01/blog-post.html

وهناك المزيد منهم

Dr. Ali Maarafi يقول...

السلام على ابي عبدالله الحسين عليه السلام

علي الدر يقول...

نعم ... الحسين أضحى كعبة العاشقين, فقد قرأت كتابا للمقدس الشيرازي يقول فيه ان العطاء الذي قدمه الحسين لله كان استثنايا,فأعطى الله بعض هذه الاستثنائيات للحسين ومنها المحبة في قلوب الناس,فالكثير ممن يتشيوعون ببركة الحسين , وإن للحسين حراره في قلوب المؤمنين.

احسنت اخي احمد

مقال اكثر من رائع وقلم مميز.