الجمعة، 23 يناير 2009

3- دور الضمير و الإرادة في الثورة

بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة في كتاب - ثورة الإمام الحسين (ع)
للشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)
3- دور الضمير و الإرادة في الثورة


o إن السبب في عدم سقوط حكومة يزيد بن معاوية لم يكن في ثورة الإمام الحسين (ع) ، و لكن كان بسبب الأوضاع الروحية و النفسية للأمة من موت ضمير و فقدان للإرادة.

o أولاً : دور الضمير :
· الضمير هو الوجدان و هو الجانب الروحي الذي خلقه الله تعالى في الإنسان.
· دوره هو دور الطاقة التي تدفع الإنسان بالإتجاه الصحيح و دور الإحساس و الشعور بالمسؤولية و التفاعل مع الأحداث من خلال الحق و العدل.

o ثانياً : دور الإرادة :
· هي الصفة و القوة التي أودعها الله الإنسان التي يمكن من خلالها العفل و إختيار السلوك و المنهج في هذه الحياة
· (و هديناه النجدين فلا اقتحم العقبة و ما أدراك ما العقبة) البلد
· الإرادة هي التي تمنع الإنسان من السقوط في مستنقع الشهوات.
· فعن الإمام الصادق (ع) "من ملك نفسه إذا رغب و إذا رهب و إذا اشتهى و إذا غضب و إذا رضي ، حرّم الله جسده على النار"

o أسباب موت الضمير في الأمة :
1. إنهيار القاعدة الأخلاقية : نقض العهود و المواثيق التي أخذها الله على الإنسان، و تؤدي إلى مرض قسوة القلب و التخلف عن طاعة الله. و من اهم القضايا التي لها تأثير كبير في موضوع مرض القلب –
· الجهاد في سبيل الله و التضحية بالنفس
· بذل الأموال و الإنفاق في سبيل الله
· الطاعة لولي الأمر في الأوامر التي يصدرها لإدارة الأمة

2. حب الدنيا : الإنغماس في شهواتها و لذاتها و الحرص ، فكما قال رسول الله (حب الدنيا رأس كل خطيئة) . و قد عالج القرآن الكريم هذا المرض بـ:
· إثارة عوامل التقوى و الورع
· التعويض عن التضحية بثواب الآخرة
· التقويم الصحيح للدار الدنيا (و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)

o أسباب فقدان الإرادة :
1. القمع و الإرهاب المادي : الشعور بالخوف و الضعف في مقابل الطغاة ، و علاجها يكون بالصبر و الصمود و الإستمرار في المقاومة . في قوله تعالى (قال موسى لقومه استعينوا بالله و اصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين)

2. الجهل أو الإختلاف : عدم وضوح الحقيقة و فقدان الرؤية الصحيحة بسبب تضليل الإعلام أو بسبب إنخفاض وعي الأمة.
3. اليأس و القنوط: الإحساس بعدم القدرة في الوصول إلى الهدف.
4. الإغراء و شراء الضمائر : و هو يقوم بتحريك نوازع النفس البشرية و شهواتها و ميولها بشراء ضمائرها بمغريات الدنيا ، من زيادة في الرواتب و تقديم الجوائز الكبيرة.

o مظاهر موت الضمير في ثورة الحسين (ع) :
1. الجانب الإنساني : من قطع الماء عن الحسين و أهل بيته (ع) و صور قتله و قتل اصحابه (سلام الله عليهم) من الوحشية و عدم الرأفة و الرحمة و حتى قتل الأطفال.
2. الجانب الأخلاقي : نقض العهود و المواثيق التي أرسلها زعماء الكوفة إلى الحسين (ع) من شبث بن ربعي و حجار بن أبجر و غيرهم .
3. الجانب السياسي : يمثل الخطاب السياسي ليزيد و بن زياد من شراء الضمائر و إغراء الأمة بالمناصب ، مثل قول بن زياد (و هذا إبنه يزيد يكرم العباد و يغنيهم بالأموال ، و قد زادكم في أرزاقكم مائة مائة و أمرني أن أوفرها عليكم و أخرجكم إلى حرب الحسين.... )
4. الجانب العسكري : قتل النساء (أم وهب) و الأطفال(الرضيع) و الأسرى و الشيوخ (أنس الكاهلي)و القراء (برير بن خضير) و أصحاب الفضل ، مع سبق المعرفة و بهم .

o مضاهر فقدان الإرادة في ثورة الحسين (ع) :
1. على مستوى الأمة -
· موقف أهل الكوفة من بيعة الحسين (ع) و كيف ان ارسلوا اليه الكتب في بادئ الأمر و بعدها نقضوا المواثيق إما خوفاً من بن زياد و جيشه و إما طمعاً بالمناصب.
· موقف أصحاب الحر و كيف انهم بعد أن صلوا وراء الإمام و سمعوا خطبته ، لم يملكوا إرادتهم في نصرته و عدم مقاتلته مع وضوح الموقف لديهم.
· موقف جيش بن زياد و القبائل من قتل الحسين ، فبعد الجرائم الوحشية التي ارتكبوها ، و كيف انهم أغلبهم ترددوا عن جريمة قتل الحسين في نهاية يوم عاشوراء .

2. على مستوى القادة -
· عمر بن سعد : و كيف كان يتردد عن قتال الحسين و لم يكن يملك إرادته التي إشتراها بن زياد بثمن بخس و هو حكم الري .
· شبث بن ربعي : فقد كان من أصحاب الإمام علي (ع) و كان من من أرسل الكتب إلى الإمام الحسين (ع)، حتى أنه كان يحاول التهرّب من الخروج إلى حرب الحسين.عبدالله بن الحر الجعفي : الذي كان يعلم بأحقية الحسين (ع) و لكنه كان يخاف من الموت ، و فضّل ان يقدّم فرسه للحسين (ع) على خروجه بنفسه و الجهاد بين يدي أبي عبدالله (ع) .
يتبع ..
.،.
و الله الموفق
الصورة لـ
bidemajnon

هناك تعليقان (2):

Hussain.Makki يقول...

أحمد أنت الأجمل هنا .. استمر استمر ..
أنا أترقّب الكثير من قلمك ..

Safeed يقول...

الأمة التي تفتقد الضمير و الإرادة تنتهي بأن تقدس طغاتها ، و الأمة التي تقدس طغاتها هي أمة ميتة لا تستحق أن يمثلها شخص بمثل مكانة الحسين عليه السلام .
أحسنت .. و استمر بهذه الروائع و نحن معك .