
( وَابْنُهُ شِبْهُ جَدِّهِ الْمَحْمُودِ مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ عِلْمِي وَالْمَعْدِنُ لِحِكْمَتِي)
الكافي 1\527
..
من جواب الإمام محمد الباقر (ع) لوفد من فلسطين سألوه عن "الصمد"
( تفسير الصمد في خمسة أحرف ، فالألف دليل على إنيّته ، و هو قوله : شهد الله أنه لا إله إلا هو ، و ذلك تنبيه و إشارة إلى الغائب عن درك الحواس ، و اللام دليل على إلهيته (بلطفه) بأنه هو الله ، و الألف و اللام مدغمان لا يظهران على اللسان ولا يقعان في السمع ، و يظهران في الكتابة دليلان على أن إلهيّته خافية لا تدرك بالحواس ولا يقع في لسان واصف ولا أذن سامع ، لأن تفسير الإله هو الذي أله الخلق عن درك مائيّته و كيفيّته بحس أو بوهم ، لا بل هو مبدع الأوهام و خالق الحواس ، و إنّما يظهر ذلك عند الكتابة فهو دليل على أن الله سبحانه (أظهر) ربوبيته في إبداع الخلق و تركيب أرواحهم اللطيفة في أجسادهم الكثيفة ، فإذا نظر عبد إلى نفسه لم ير روحه ، كما أن لام الصمد لا تتبيّن ، ولا تدخل في حاسة من الحواس الخمس ، فإذا نظر إلى الكتابة ظهر له ما خفي و لطف ، فمتى تفكّر العبد في ماهيته الباري و كيفيّته أله فيه و تحيّر ولم تحط فكرته بشيء يتصوّر له ، لأنه عزوجل خالق الصور ، فإذا نظر إلى خلقه ثبت له أنه خالقهم و مركّب أرواحهم في أجسادهم .
و أمّا الصاد فدليل على أنه عزوجل صادق وقوله صدق و كلامه صدق ، و دعاء عباده إلى اتباع الصدق بالصدق ، و وعد بالصدق دار الصدق.
و أما الميم فدليل على ملكه و أنه (عزوجل) الملك الحق الذي لم يزل ولا يزال ولا يزول ملكه.
و أما الدال فدليل على دوام ملكه و أنه عزوجل دائم تعالى عن الكون و الزوال ، بل هو (الله) عزوجل مكوّن الكائنات الذي كان بتكوينه كل كائن.
ثم قال: لو وجدت لعلمي الذي أتاني الله حملة لنشرت التوحيد و الإسلام و الدين و الشرايع من الصمد. )
.،.
المصدر : التوحيد للصدوق
" وارثه منهم عبادة و علماً و زهادة أبو جعفر محمّد الباقر ، سمّي بذلك من بقر الأرض أي شقّها و أثار مخبآتها و مكامنها ، فلذلك هو أظهر من مخبآت كنوز المعرفة ، و حقائق الأحكام ، و الحكم و اللطائف ، ما لا يخفي إلا على منطمس البصيرة ، و فاسد الطوية و السريرة . و من ثم قيل فيه هو باقر العلم و جامعه و شاهر علمه و رافعه ، صفى قلبه ، و زكة علمه و عمله ، و طهرت نفسه ، و شرف خلقه ، و عمرت أوقاته بطاعة الله ، و له من الرسوم في مقامات العارفين ما تكلّ عنه ألسنة الواصفين"
بن حجر في الصواعق المحرقة ص 201
و الله الموفق
يتبع إن شاءالله