الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

أركان التوحيد -1- محمد المصطفى (ص)

بسم الله الرحمن الرحيم

المسجد النبوي الشريف - المدينة المنورة

(
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم
لمحمدٍ نبيه وسفيره وحجابه ودليله نزل به الروح الأمين من عند ربِّ العالمين( الكافي 1\527

..

من خطبة له (ص) في التوحيد

)الحمدلله الذي كان في أوليّته وحدانياً ، و في أزليّته متعظمّاً بالإلهية ، متكبّراً بكبريائه و جبروته ، إبتدء ما ابتدع ، وأنشأ ما خلق على على غير مثال كان سبق لشيء مما خلق ، ربنّا القديم بلطف ربوبيته و بعلم خبره فتق ، و بأحكام قدرته خلق جميع ما خلق ، و بنور الإصباح فلق ، فلا مبدّل لخلقه ، و لا مغيّر لصنعه ، و لا معقّب لحكمه ، و لا رادّ لأمره ، و لا مستزاح عن دعوته ، و لا زوار لملكه ، و لا إنقطاع لمدته ، و هو الكينون أولاً و الديموم أبداً ، المحتجب بنوره دون خلقه في الأفق الطامح و العزّ الشامخ و الملك الباذخ، فوق كل شي علا و من كل شي دنا ، فتجلّى لخلقه من غير أن يكون يُرى ، و هو بالمنظر الأعلى ، فأحبَّ الإختصاص بالتوحيد إذ احتجب بنوره ، و سما في علوّه ، و استتر عن خلقه ، و بعث إليهم الرسول ليكون له الحجة البالغة على خلقه ، و يكون رسله إليهم شهداء عليهم ، و انبعث فيهم النبيين مبشرين و منذرين ليهلك من هلك عن بينة ، و يحيى من حيّ عن بينه ، و ليعقل العباد عن ربهم ما جهلوه ، فيعرفوه بربوبيته بعدما أنكروا ، و يوحدوه بالإلهية بعد ما عندوا(

المستزاح : محل الدفع و المنع
الكينون و الديموم : مبالغتان في الكائن و الدائم
الطامح :المرتفع
الشامخ : العالي
الباذخ : المتكبر
سمى في علوه : أي ارتفع و علا فيه

.،.

و من خطبة له (ص) في كيفية توصيفه تعالى

) التوحيد ظاهره في باطنه ، و باطنه في ظاهره ، ظاهره موصوف لا يُرى ، و باطنه موجود لا يُخفى ، يُطلب بكل مكان ، و لم يخَلُ عنه مكان طرفة عين ، حاضرٌ غير محدود ، و غائب غير مفقود(

.،.

و من خطبة له (ص) في صفات الله

)إن الخالق لا يوَّصف إلا بما وصف به نفسه ، و كيف يوصَف الخالق الذي تعجز الحواس أن تدركه و الأوهام أن تناله و الخطرات أن تحُدّه و الأبصار الإحاطة به ، جلّ عما يصفه الواصفون ، نأى في قُريه ، و قَرُب في نأيه ، كيّف الكيف فلا يُقال له كيف ، و أيَّن الأين فلا يقال له أين ، تنقطع الكيفية فيه و الأينونية ، هو الأحد الصمد كما وصف نفسه ، و الواصفون لا يبلغون نعته ، لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد(

..

المصدر : مدينة البلاغة في خطب النبي (ص) للشيخ موسى الزنجاني

فإن فضل رسول الله ليس له ** ند ونادبه في الخطب لم يضم
سرى من حرم ليلا الى حرم ** كما سرى البدر في داج من الظلم
وبات يرقى الى ان نال منزلة ** من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم
فمبلغ العلم فيه انه بشر ** اقيم من سبحات النور في القدم
وانه علة الاكوان اشرفها ** وانه خير الخلق كلهم
الأبيات للبصيري

و الله الموفق
يتبع ،

هناك تعليقان (2):

حسن البلوشي يقول...

Brilliant selected prophetic speeches
Many thanks for ur efforts.

Hussain.Makki يقول...

مُتابع،
وجميل ما كُتب ..